عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 04 Dec 2007, 11:02 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

أنواع الكلام


الكلام هو اللفظ المركب المفيد بالوضع .

وأقسامه ثلاثة : اسم ، وفعل ، وحرف جاء لمعنى .

فالاسم يعرف : بالخفض ، والتنوين ، ودخول الألف واللام ، وحروف الخفض
وهي : من وإلى وعن وعلى وفي ورب والباء والكاف واللام وحروف القسم
وهي : الواو والباء والتاء .
والفعل يعرف بقد والسين و ( سوف ) وتاء التأنيث الساكنة.

والحرف مالا يصلح معه دليل الاسم ولا دليل الفعل
----------------------------------------------
بدأ المؤلف –رحمه الله- بالكلام لأن النحو لإقامة الكلام، فلا بد أن نفهم ما هو الكلام؟
قال: "الكلام هو اللفظ المركب المفيد بالوضع" ويريد بالكلام هنا الكلام في اصطلاح النحويين.

لِلَفْظِ " الكلام " معنيَان : أحدهما لغوي ، والثاني نحويّ
أما الكلام الغوي فهو عبارة عَمَّا تَحْصُلُ بسببه فَائِدَةٌ ؛ سواءٌ أَكان لفظاً ، أم لم يكن كالخط والكتابة والإشارة
وأما الكلامُ النحويُّ ، فلابُدَّ من أن يجتمع فيه أربعة أمور : الأول أن يكون لفظاً ، والثاني أن يكون مركَّباً ، والثالث أن يكون مفيداً ، والرابع أن يكون موضوعاً بالوضع العربي .

"هو اللفظ" واللفظ معناه: هو النطق باللسان ؛ أي : أن يكون صَوْتاً مشتملاً علي بعض الحروف الهجائية التي تبتدئ بالألف وتنتهي بالياء ومثاله " أحمد " و " يكتب " و " سعيد " ؛ فإن كل واحدةٍ من هذه الكلمات الثلاث عند النطق بها تكون صَوْتاَ مشتملاً عَلَي أربعة أحْرُفٍ هجائية .

فخرج بقولنا "اللفظ" خرج به الكتابة ؛ فالكتابة عند النحويين ليست كلاماً لعدم كونها صوتاً مشتملاً على بعض الحروف.
وخرج به الإشارة ؛ فالإشارة ليست كلاما عند النحويين ولو فُهمت -وإن كانت تُسمى عند اللغويين كلاماً لحصول الفائدة بها- ولهذا لو أشرت بيدك بعلامة الجلوس لإنسان واقف , معناه : اجلس. لكن لا يسمى كلاما ؛ ولو قلت: "اجلس" صار كلاما.
ولو رأيت شخصا واقفا فكتبت في ورقة "اجلس" فإنه لا يسمى كلاما عند النحويين، لماذا؟ .. لأنه ليس بلفظ.
هو يسمى كلاما في الشرع، ويسمى كلاما عند الفقهاء، لكن لا يسمى كلاما في اصطلاح النحويين، وإلا فإن الرسول -صلى الله عليه وسلم- جعل الوصية المكتوبة كالوصية المنطوقة، قال: (( ما حقّ امرئ مسلم له شيء يريد يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده )) (1).

"المركب" أن يكون مؤلفاً من كلمتين أو أكْثَرَ – و لو تقديرا-، نحو : " مُحَمَّدٌ مُسَافِرٌ " و" الْعِلْمُ نَافِعٌ " و " يَبْلُغُ الْمجتهد الْمَجْدَ " و " لِكلّ مُجْتَهِدً نَصِيبٌ " و "الْعِلْمُ خَيْرُ مَا تَسْعَى إِلَيْهْ " فكل عبارة من هذه العبارات تسمى كلاماً ؛ وكل عبارة منها مؤلفةٌ من كلمتين أو أكْثَرَ ؛ فالكلمة الواحدة لا تسمَّى كلاماً عند النحاة إلا إذا انْضَمَّ إليها غيرها : سواءٌ أَكان انضمام غيرها إليها حقيقةً -كالأمثلة السابقة - أم تقديراً ، كما إذا قال لك قائل : مَنْ أَخُوكَ؟ فتقول : مُحَمَّدٌ ؛ فهذه الكلمة تُعتَبَرُ كلاماً ، لأن التَّقدِير : مُحَمَّدٌ أَخِي ؛ فهي في التقدير عبارة مؤلَّفة من ثلاث كلمات .

"المفيد" أن يَحْسُنَ سكوتُ المتَكلم عليه ، بحيث لا يبقي السَّامِعُ منتظراً لشيءٍ آخر ، فلو قلت " إِذَا حَضَرَ الأُستَاذ " لا يسمي ذلك كلاماً ، ولو أَنَّه لفظ مركب من ثلاث كلمات ؛ لأن المخاطب ينتظر ما تقوله بعد هذا مِمَّا يَتَرَتَّبُ على حضور الأستاذ . فإذا قلت : " إذَا حَضَرَ الأُسْتَاذُ أَنْصَتَ التَّلاَمِيذُ " صار كلاماً لحصول الفائدة .

ولا يشترط أن تكون الفائدة جديدة ؛ حتى لو كان بفائدة معلومة فلا بأس يسمى كلاما.
فإذا قلت: "إن نجح الطالب" . . هذا مركب لا شك في ثلاث كلمات، (إن) (نجح) (الطالب) ثلاث كلمات، لكنه لم يفد ؛ فالسامع إذا قلت له: (إن نجح الطالب)، فهو يتشوف (إن نجح الطالب) ماذا يحدث؟ ؛ إذن لا نسمي هذا كلاما، لماذا؟ لأنه لم يفد. أي لم يفد فائدة لا يتشوف السامع بعدها إلى غيرها.
ولو قلت: (إن نجح غلامُ غلامِ عبد الله الطيب الطاهر) كلمات كثيرة يكون كلاما أم لا؟! لا يكون، لماذا؟ لأنه لم يفد ؛ نفس السامع، يقول: ها، أعطني الفائدة.
إذن لا بدّ من فائدة لا يتشوف بعدها إلى شيء.
ولا فرق بين أن تكون الفائدة جديدة أو معلومة، فلو قلت: (السماء فوقنا) كان كلاما، مع أنه معلوم. (الأرض تحتنا) . . كلام أم غير كلام؟ . . كلام . . يفيد.
كأننا والماء من حولنا........................قوم جلوس حولهم ماء
مفيد أم غير مفيد؟ . . مفيد ؛ مع أن هذا تحصيل حاصل ؛ إذا كان الماء من حولكم فأنتم جلوس حول الماء.

على كل حال، المفيد نقول: فائدة لا يتشوف السامع بعدها إلى شيء، سواء كانت هذه الفائدة معلومة للسامع من قبل أو جديدة، لا فرق. قوله: "بالوضع" مراده بالوضع أحد أمرين، وإن شئت فقل أمران: الأول: أن يكون الواضع له قاصدا وضعه ؛ فخرج بذلك كلام السكران والمجنون والنائم والهاذي . . هذا لا يسمى كلاما، لأن واضعه غير قاصد له.
ومعنى آخر للوضع: أي بالوضع العربي ؛ أن تكون الألفاظ المستعملة في الكلام من الألفاظ التي وَضَعَتْهَا العربُ للدَّلالة علي معني من المعاني : مثلاً " حَضَرَ " كلمة وضعها العربُ لمعنًى ، وهو حصول الحضور في الزمان الماضي ، وكلمة " محمد " قد وضعها العربُ لمعنًي ، وهو ذات الشخص المسمي بهذا الاسم ، فإذا قُلْتَ " حَضَرَ مُحَمَّدٌ " تكون قد استعملت كلمتين كُل منهما مما وَضعه العرب ، بخلاف ما إذا تكلمْتَ بكلام مما وضعه العَجَمُ : كالفرس ، والترك ، والبربر ، والفرنج ، فإنه لا يسمي في عُرف علماءِ العربية كلاماً ، وإن سمَّاهُ أهل اللغة الأخرى كلاماً أمثلة للكلام المستوفي الشروط :

الْجَوُّ صَحْوٌ . الْبُسْتَانُ مُثْمِرٌ . الْهِلاَلُ سَاطِعٌ . السَّمَاءِ صَافِيَةٌ . يُضِيءُ الْقَمَرُ لَيْلاً . يَنْجَحُ المُجْتَهِدُ . لاَ يُفْلِحُ الكَسُولُ . لاَ إِلهَ إلاَّ الله . مُحَمَّدُ صَفْوَةُ الْمُرْسَلِينَ . الله رَبُّنَا . محمد نَبِيُّنَا .

فلو جاءنا كلام يفيد فائدة لا يتشوف الإنسان بعدها إلى شيء -لكن العرب لا يفهمونه- فإنه لا يسمى كلاما ؛ لا بد أن يكون بالوضع العربي ؛ بمعنى: أنه مطابق للغة العربية، وإلا لم يكن كلاما عند النحويين. إذن , كم قيدا أقول ؟ : اللفظ ، المركب ، المفيد ، بالوضع ؛لا يكون الكلام إلا بهذه القيود الأربعة.

اللفظ : إذن خرج منه الكتابة و الإشارة و لو فُهِمت. المركّب : ما لم يكن متركبا ؛ و المركّب يشمل ما تركّب من كلمتين , حقيقة او تقديرا. المفيد : ما خرج به ما لم يُفِد و إن تركَّب من ألف كلمة ؛ ما دام لم يُفد فليس بكلام.
إذا قال قائل: "بسم الله الرحمن الرحيم"..هل هذا كلام أم ليس بكلام؟ كلام.
هل هو مركب من كلمتين فأكثر حقيقة أو تقديرا؟
تقديرا، لأن التقدير: "بسم الله أقرأ".
لو لم تقدّر "أقرأ" ما صار كلاما.

ولهذا لو تقول: "الرجل القدير البارع الفاهم" وتأتي بألفاظ عديدة لا يسمى هذا كلاما حتى تأتي بالشيء المفيد ؛ لأن السامع لا يزال يتطلع أو يتشوف إلى شيء.
----------------------
(1)البخاري و مسلم.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو نعيم إحسان ; 19 Jan 2008 الساعة 09:53 PM
رد مع اقتباس