عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 28 Oct 2007, 10:37 PM
عبدالكريم الجزائري عبدالكريم الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 79
افتراضي

وشرح ـ رحمه الله ـ سبب اختياره الدين على السياسة للنهوض بالأمّة في الوقت الذي كانت تؤاخذ الجمعية بعدم دخولها في السياسة، فقال: " وبعدُ، فإننا اخترنا الخطة الدينية على غيرها، عن علم وبصيرة وتمسكاً بما هو مناسب لفطرتنا وتربيتنا من النصح والإرشاد، وبثّ الخير والثبات على وجه واحد والسير في خطّ مستقيم، وما كنّا لنجد هذا كله إلا فيما تفرَّغنا له من خدمة العلم والدين، وفي خدمتهما أعظم خدمة، وأنفعها للإنسانية عامة.

ولو أردنا أن ندخُل الميدان السياسي لدخلناه جهراً، ولضربنا فيه المثل بما عُرف عنا من ثباتنا وتضحياتنا، ولقُدنا الأمّة كلها للمطالبة بحقوقها، ولكان أسهل شيءٍ علينا أن نسير بها على ما نرسمه لها، وأن نَبْلغ من نفوسها إلى أقصى غايات التأثير عليها، فإن مما نعلمه، ولا يخفى على غيرنا أن القائد الذي يقول للأمّة: ( إنّك مظلومة في حقوقك، وإنّني أريد إيصالكِ إليها )، يجد منها ما لا يجد من يقول لها: ( إنّك ضالة عن أصول دينك، وإنّني أريد هدايتَك )، فذلك تلبِّيه كلها، وهذا يقاومه معظمُها أو شطرُها.وهذا كله نعلمه، ولكنّنا اخترنا ما اخترنا لما ذكرنا وبيَّنا، وإنّنا ـ فيما اخترناه ـ بإذن الله لَمَاضون، وعليه متوكِّلون "وهذا يشبه كلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ حين قال: " وكثير ممّن خرج على ولاة الأمور أو أكثرهم إنما خرج لينازعهم مع استئثارهم عليه، ولم يصبروا على الاستئثار، ثم إنّه يكون لولي الأمر ذنوب أخرى فيبقى بغضه لاستئثاره يعظّم تلك السيّئات، ويبقى المقاتل له ظانّا أنه يقاتله لئلاّ تكون فتنة ويكون الدين كله لله، ومن أعظم ما حرّكه عليه طلب غرضه: إما ولاية ، وإما مال، كما قال تعالى:{فَإِنْ أُعطُوا مِنهَا رَضُوا وَإِنْ لمَ يُعطَوْا مِنها إذَا هُم يَسخَطُون}، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنّه قال: ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم: رجل على فضل ماء يمنعه من ابن السبيل، يقول الله له يوم القيامة: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل مالم تعمل يداك، ورجل بايع إماماً لايبايعه إلا لدنيا؛ إن أعطاه منها رضي، وإن منعه سخط، ورجل حلف على سلعة بعد العصر كاذبا: لقد أُعطي بها أكثر ممّا أُعطي

والمقصود من سوق كلام شيوخ جمعية العلماء إثبات ...

الثاني:
تنبّه أيّها القاريء إلى أصل أخشى أن تنساه، وهو أنّ السّلفية لا تعرف الحزبية، بل لم يكن يُفرَّق بين السّلفي والإخواني إلا بها ...

من كتاب مدارك النظر .

رد مع اقتباس