عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 10 May 2010, 07:00 AM
حسن بوقليل
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي علامات الإعراب

عَلاماتُ الإِعرَابِ


قال ـ رحمه الله ـ: "(بابُ مَعرِفَة علاَماتِ الإِعرَاب): للرفْعِ أَرْبَعُ عَلاَمَاتٍ: الضَّمَّةُ، والوَاوُ، وَالألِفُ، وَالنُّونُ".


تستطيع أن تَعْرِفَ أنَّ الكلِمة مَرفُوعة بوُجود علامَة في آخِرها مِن أربَع علاَماتٍ:
ـ أَصلِيَّة؛ وهي الضَّمة.
ـ فَرعِيةٌ؛ وهي: الواوُ، والألِف، والنُّون.

مَواضِعُ الضَّمةِ


قال ـ رحمه الله ـ: "فَأمَّا الضَّمَّةُ فَتَكُون عَلاَمَةً للرَّفعِ في أربَعَةِ مَوَاضِعَ: الاِسمِ المُفرَدِ، وجَمعِ التَّكسِيرِ، وَجَمعِ المُؤَنَّثِ السَّالِمِ، والفِعل المُضَارِعِ الَّذِي لَم يَتَّصل بآخِره شَيءٌ".


1. الاِسم المُفرَد:
المقصود به: "ما ليسَ مُثَنًّى، ولاَ مجمُوعًا، ولا مُلحَقًا بِهما، ولاَ مِن الأَسماءِ الخَمسَة".
سواءٌ أَكانَ:
ـ مذكَّرًا مثل: محمَّد، وعُمَر، وعُثمَان.
ـ مؤنَّثًا مثل: فاطِمة، وعائِشة، وزَينَب.
وسواءٌ أكانَت الضَّمة:
ـ ظاهِرةً، نحو: "حَضَرَ مُحَمَّدٌ"، و"سافَرَتْ فَاطِمَةُ".
ـ مُقَدَّرَةً، نحو: "حَضَرَ الفَتَى والقَاضِي وَأَخِي".

2. جَمعُ التَّكسِير:
والمُراد به: "مَا دَلَّ علَى أكثَرَ مِن اثنَينِ أَو اثنَتَينِ معَ تَغَيُّرٍ فِي صِيغَة مُفرَدهِ".
ويكُون مرفوعًا بالضَّمة؛ سواءٌ أكان المرادُ مِن لفظِ الجَمع:
ـ مذكَّرًا، نحو: رِجَالٌ، وكُتَّابٌ.
ـ مُؤنَّثًا، نحو: هُنُودٌ، وَزَيَانِبُ.
وسواءٌ أكانت الضَّمة:
ـ ظاهِرةً، كما في هذه الأمثلة.
ـ مقَدَّرةً، نحو: "سُكَارَى، وَجَرحَى"، ونحو: "عَذَارَى، وَحَبَالى".

3. جَمعُ المُؤنَّث السَّالِم:
وهو: "مَا جُمِع بأَلِفٍ وتَاءٍ مَزيدَتَينِ".
نحو: "جَاءَ الزَّينَبَاتُ، وسَافَر الفَاطِماتُ"؛ فـ"الزَّينَباتُ" و"الفَاطِماتُ" مَرفوعَانِ، وعلاَمةُ رَفعِهِما الضَّمةُ الظَّاهِرةُ على آخره.
ولا تكُون الضَّمة مقدَّرةً إلاَّ عند إِضافتِه ليَاء المُتكلِّم، نحو: "هَذِهِ شَجَرَاتِي وَبَقَرَاتِي".
تنبيه: فإن كانَت الألِفُ غيرَ زائدةٍ؛ بأَن كانَت موجُودَة في المُفرد، نحو: "القاضِي والقُضَاة، والدَّاعي والدُّعَاةُ" لم يَكُن جمعَ مؤَنَّثٍ سالمًا، بل هُو حينئذٍ جمعُ تكسيرٍ، وكذَلِك لو كانَت التَّاء ليسَت زائِدة؛ بأَن كانَت موجُودةً فِي المُفرَد، نحو: "مَيِّتٌ وأموَاتٌ، وبَيتٌ وأَبيَاتٌ، وصَوتٌ وأَصوَاتٌ" كانَ من جَمع التَّكسِير، ولَم يَكُن مِن جَمع المُؤنَّث السَّالِم.

4. الفِعلُ المُضارِعُ:
وقد مضى تعريفه، ومثاله:
ـ "يَضرِبُ"، و"يَكتُبُ" فكلاهما مَرفوعٌ، وعلاَمةُ رَفعِه الضَّمة الظَّاهِرة.
ـ "يَدعُو، يَرجُو" فكلاهُما مرفُوع، وعلاَمة رَفعِه ضمَّة مقدَّرة عَلَى الواوِ، منَع مِن ظهورِها الثِّقَل.
ـ "يَقضِي، ويُرضِي" فكلاهُما مرفُوع، وعلامَةُ رفعِه ضَمَّةٌ مقَدَّرةٌ على اليَاء، منَع مِن ظُهورِها الثِّقل.
ـ "يَرضَى، وَيَقوَى" فكلاهُما مرفُوع، وعلامَةُ رفعِه مقدَّرةٌ عَلَى الألِف، منَع مِن ظُهورِها التَّعذُّر.
وقولُنا: "الَّذي لَم يتَّصِل بِه ألِفُ اثنَين أو واوُ جماعةٍ أو ياءُ مخاطَبةٍ": يَخرجُ به ما اتَّصل به واحِدٌ من هذِه الأشيَاء الثَّلاثة:
ـ ألِفُ الاثنَين، نحو: "يَكْتُبَانِ، ويَنْصُرَان".
ـ واوُ الجماعَة، نحو: "يَكْتُبونَ، ويَنْصُرونَ".
ـ ياءُ المخاطَبة، نحو: "تَكْتُبِينَ، وتَنْصُرِينَ".
فيُرفَع بثُبوت النُّون، والألِفُ أو الوَاوُ أو اليَاء فاعِلٌ.

وقولُنا: "وَلاَ نُونُ تَوكِيدٍ خَفِيفَة أَو ثَقِيلَة" يَخرجُ به الفِعلُ المضارِع الَّذي اتَّصلت بِه إحدَى النُّونَين، نحو قولِه تعالى: "لَيُسْجَنَنَّ وَلَيُكُونَنْ مِن الصَّاغِرينَ" والفِعل حينئذٍ مبنِيٌّ على الفَتح.

وقولُنا: "وَلاَ نُونُ نِسوَةٍ" يَخرجُ بِه الفِعلُ المضارِع الَّذي اتَّصلَت به نونُ النِّسوة، نحو قولِه تعالى: "وَالْوَالِدَتُ يُرْضِعْنَ" والفِعلُ حينئذٍ مبنِيٌّ على السُّكون.

نيابة الواو عن الضمة


قال: "وَأَمَّا الوَاوُ فَتَكونُ عَلاَمَةً لِلرَّفعِ في مَوضِعَين: فِي جَمعِ المُذكَّرِ السَّالِمِ، وَفِي الأَسمَاءِ الخَمسَةِ، وَهِيَ: أَبُوكَ، وأَخُوكَ، وحَمُوكَ، وفُوكَ، وَذُو مَال.


1. جَمعُ المُذَكَّرِ السَّالِمُ:
وهو: "اسمٌ دَلَّ عَلَى أكثَر مِن اثنَين، بزِيادَةٍ في آخِرهِ، صالِحٍ للتَّجرِيد عَن الزِّيادَة، وعَطَفِ مِثلِه علَيه"، نحو: "فَرِحَ المُخَلَّفُونَ"، "لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ مِنهُم والمُؤمِنُونَ".
فـ"المُخَلَّفُونُ" و"الرَّاسِخُونَ" و"المُؤمِنُونَ" جمعُ مذكَّر سالم، دلَّ عَلَى أكثَر مِن اثنَين، وفِيه زيادَة في آخِره ـ وهي الواوُ والنُّون ـ، وهو صالِح للتَّجريد منها، فيُقال: "مُخَلَّفٌ" و"رَاسِخٌ" و"مُؤمِنٌ".
وهُو مرفوعٌ، وعلامة رَفعه الواو نيابَة عن الضَّمة، وهذه النُّون الَّتي بعد الواو عِوَضٌ عن التَّنوين في قولك: "مُخَلَّفٌ" و"رَاسِخٌ" و"مُؤمِنٌ".

2. الأَسمَاءُ الخَمسَةُ:
وهي: أبُوكَ، وأخوكَ، وحَمُوكَ، وفُوكَ، وذو مَالٍ.
وهي تُرْفَعُ بالواو نيابَة عن الضَّمة، نحو: "حَضَرَ أبُوكَ، وأخُوكَ، وَحَمُوكَ" و"نَطَق فُوكَ، وذُو مَالٍ"، وقال الله تعالى: "وَأَبُونَا شَيخٌ كَبِيرٌ"، "مِنْ حَيثُ أَمَرَهُم أَبُوهُم"، "وَإِنَّهُ لَذُو عِلمٍ".
فكلُّها مرفوعَةٌ، وعلامةُ رفعها الواوُ نيابةً عن الضَّمة، وما بعدها مُضافٌ إليه؛ فـ"أَبُو" و"ذُو" مرفوعان، وهما مضافان، وما بعدهما مضاف إليه.

[شروط إعراب الأسماء الخمسة]
أمَّا الشُّروط العامَّة فأربعة:
الأوَّل: أن تكون مُفْرَدةً؛ فخَرَج نحو قولِه تعَالى: "آبَاؤُكُم وَأَبنَاؤُكُم"، "إِنَّمَا المُؤمِنُونَ إِخوَةٌ"، "وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى العَرْشِ".
الثَّاني: أن تكون مُكبَّرةً؛ فخرَج نحو قولك: "هذَا أُبَيُّ وأُخَيُّ"، و"مَرَرْتُ بِأُبَيٍّ وأُخَيٍّ".
الثَّالث: أن تكون مضافَةً؛ فخرَج نحو قوله تعالى: "ولَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ"، "إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ"، "قَالَ ائْتُونِي بِأخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ"، "إنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا".
الرَّابع: أن تكون إضافَتُها لغَير ياءِ المتكلِّم؛ فخرَج نحو قولِه تعَالى: "إِنَّ هَذَا أَخِي"، "أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي"، "فأَلْقُوهُ عَلَى وَجهِ أَبِي"، فتعرب بحركاتٍ مقدَّرة على ما قبل ياء المتكلِّم منع من ظهورها اشتغالُ المحلِّ بحركة المناسبة.
وأمّا الشُّروط الخاصَّة؛ فهي:
الأول: أن تكُون كلمة "فُو" خاليةً من المِيم، ولو اتَّصلت بها أُعربت بالحرَكات الظَّاهرة، نحو: "هذَا فَمٌ حَسَنٌ"، و"رأَيْتُ فَمًا حَسَنًا"، و"نَظَرْتُ إلَى فَمٍ حَسَنٍ".
الثاني: خاصٌّ بكلمة "ذُو":
ـ أن تكُون بمعنَى (صاحِب)؛ فخرجت التي بمعنى (الذي) وتسمى "ذو الطائية" وهي مبنية، نحو:
فَإِنَّ المَاءَ مَاءُ أَبِي وَجَدِّي *** وَبِئرِي ذُو حَفَرتُ وَذُو طَوَيتُ
أي: الَّتي حفَرت.
ـ أن يكُون الَّذي تضافُ إلَيه اسمَ جنسٍ ظاهِرًا غيرَ وَصفٍ؛ فخرج نحو: "جاءَني ذُو قائِمٍ".

كتبه أبو عبد الله حسن بن داود بوقليل ـ عفا الله عنه ـ.

رد مع اقتباس