عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 29 Sep 2011, 02:45 AM
أبو عبد الودود عيسى البيضاوي أبو عبد الودود عيسى البيضاوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: المغرب
المشاركات: 83
افتراضي

الفائدة الخامسة:بدعة القدر كانت بسبب العجمة

إن البقاء على العجمة لمن كان مسلما له آثار سيئة فكيف بمن سار مدعيا للعلم الشرعي ويتكلم عن الإسلام وباسم الإسلام فالبقاء على هذا محذور له عواقب وخيمة وقد حذر من ذلك العلماء قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وأما اعتياد الخطاب بغير اللغة العربية التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن حتى يصير ذلك عادة للمصر وأهله أو لأهل الدار للرجل مع أصحابه أو لأهل السوق أو للأمراء أو لأهل الديوان أو لأهل الفقه فلا ريب أن هذا مكروه فإنه من التشبه بالأعاجم وهو مكروه كما تقدم ولهذا كان المسلمون المتقدمون لما سكنوا أرض الشام ومصر ولغة أهلهما رومية وأرض العراق وخراسان ولغة أهلهما فارسية وأهل المغرب ولغة أهلها بربرية عودوا أهل هذه البلاد العربية حتى غلبت على أهل هذه الأمصار مسلمهم وكافرهم وهكذا كانت خراسان قديما، ثم إنهم تساهلوا في أمر اللغة واعتادوا الخطاب بالفارسية حتى غلبت عليهم وصارت العربية مهجورة عند كثير منهم ولا ريب أن هذا مكروه إنما الطريق الحسن اعتياد الخطاب بالعربية حتى يتلقنها الصغار في المكاتب وفي الدور فيظهر شعار الإسلام وأهله ويكون ذلك أسهل على أهل الإسلام في فقه معاني الكتاب والسنة وكلام السلف بخلاف من اعتاد لغة ثم أراد أن ينتقل إلى أخرى فإنه يصعب واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرا قويا بينا ويؤثر أيضا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق، وأيضا فإن نفس اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب فإن فهم الكتاب والسنة فرض ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب)
وقال الشافعي رحمه الله: (ما جهل الناس ولا اختلفوا إلا بتركهم لسان العربية وميلهم إلى لسان أرسطاطاليس). وقال الحسن البصري: (أهلكتهم العجمة يتأولون القرآن على غير تأويله) .
قلت: ومن المعلوم أن بدعة القدر كانت بسبب العجمة وقد كان السلف يحذرون من رطانة الأعاجم أشد التحذير ويرون أن هذا يورث النفاق لمن كان يقدر على التكلم بالعربية
وقد ابتلي كثير من أبناء المسلمين في عصرنا بتعلم اللغات اليهودية والنصرانية مع جهلهم باللغة العربية فأدى هذا إلى عواقب وخيمة وسيرة ذميمة فالجهل اللغة العربية يؤدي إلى الجهل بالألفاظ الشرعية وأحكام الشريعة وإلى الفهم المحرف للنصوص ، ولا يفهم أننا نكره العجم لذاتهم فإن الله يقول: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} وقد نفع الله بهم الإسلام نفعا عظيما كما هو معلوم .
(من "أسباب الوقوع في الابتداع والتحزب" للشيخ محمد بن عبد الله الإمام)


المصدر

رد مع اقتباس