مصطلحات شائعة مخالفة لمقصود كلام العرب بها
مصطلحات شائعة مخالفة لمقصود كلام العرب بها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فهذا تنبيه على بعض الكلمات الدارجة على ألسن كثير من النّاس اليوم ، بحيث إنّهم يقصدون ـ عند إطلاقها ـ معنى هو مخالف تماما لما قصدته العرب عند كلامها بهذه الألفاظ
وقد ألّف كثير من العلماء والباحثين كتبا ورسائل في هذا الشأن ، لعلّ من أبرزها :
تقويم اللسانين للشيخ العلامة الدكتور محمد تقي الدين الهلالي ـ رحمه الله ـ ( وهو من أنفع المؤلفات في ذا الباب )
معجم الأخطاء الشائعة للأستاذ محمد العدناني
أخطاء اللغة العربية المعاصرة عند الكتاب والإذاعيين للدكتور أحمد مختار عمر
أخطاء لغوية شائعة على ألسنة المتحدثين وأقلام الكتّاب لأشرف شوقي ، قدّم له الأستاذ الدكتور عبده الراجحي
وهناك رسالة مطبوعة في ديارنا أسماها مؤلفها: إيقاظ الوسنان من زلاّت اللسان ، فلتراجع فإنّها مفيدة جمع فيها مؤلفها ( أبو عبد الله محمد تبركان ـ وفقه الله ـ ) بعض الألفاظ التي تستعمل بشكل خاطئ في عصرنا الحاضر .
* ولنبدأ بلفظ :
الشاطر :
هذه اللفظة تطلق في عصرنا هذا ويراد بها : الذكي النجيب المتفوق على أقرانه، ولكنّ حقيقة المعنى الموضوع له هذا اللفظ عند العرب يخالف ما هو شائع الآن ، وفيما يلي سرد لكلام بعض العلماء من النحويين وغيرهم حتى يُتنبّه للفظ الصحيح ويُتجنّب اللفظ الخاطئ :
قال الجوهري في ( الصحاح 2/380 ) :" والشاطر الذي أعيا أهله خبثا "
قال ابن الأنباري في كتابه ( الزاهر في معاني كلمات الناس ص 97) :" وقولهم : فلان شاطر ، فيه قولان:
قال الأصمعي : الشاطر معناه في كلام العرب : المتباعد من الخير ...
وقال أبو عبيد : الشاطر معناه في كلامهم : الذي شطر نحو الشرّ وأراده ..."
وقال ابن منظور في ( لسان العرب 4/472 ) :" وقد شطر شُطورا أو شطارة وهو الذي أعيا أهله ومؤدّبه خبثا
وقال الفيروزآبادي في ( القاموس المحيط ص 416 ) :" الشاطر : من أعيا أهله خبثا "
وقال القلقشندي في ( صبح الأعشى في صناعة الإنشا 1/284 ) :" فالشطار جمع شاطر وهو في أصل اللغة : اسم لمن أعيا أهله خبثا "
ونختم هذه النقول بكلام بديع للشيخ العلامة الدكتور بكر أبو زيد ـ رحمه الله ـ ذكره في كتابه المفيد ( معجم المناهي اللفظية ص 314 ) :" الشاطر هو بمعنى : قاطع الطريق ، وبمعنى : الخبيث الفاجر ، وإطلاق المدرسّين له على المتفوّق في الدّرس خطأ فليُتنبّه !
نعم الشاطر في اصطلاح الصوفية هو : السابق المسرع إلى الله ، فانظر كيف سرى هذا الاصطلاح الصوفي إلى تلقينه للطلاب "
فأنت ترى أنّ معاني هذه اللفظة تدور على الخبث والسوء وليس على الذكاء والفطنة، ولعلّها ـ والله أعلم ـ أُطلقت على التلميذ النجيب والذكيّ لأنّ أصلها ـ كما قد سبق في بعض التعاريف ـ : الطفل الذي يُتعب أهله ومن يعلّمونه ويدرّسونه بسبب وقاحته وسوء خلقه .
التعديل الأخير تم بواسطة هشام بن حسن ; 03 Apr 2011 الساعة 02:18 PM
|