منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » مــــنـــتــدى الـــلـــغـــة الــعــربـــيـــة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02 Jun 2011, 11:02 AM
هشام بن حسن هشام بن حسن غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 270
إرسال رسالة عبر MSN إلى هشام بن حسن إرسال رسالة عبر Skype إلى هشام بن حسن
افتراضي

جزى الله الإخوة المشاركين جميعا
من الألفاظ المستعملة خطأ لفظ شائع ذائع لا يكاد يسلم أحد من إيراده قاصدا معنى غير المعروف عند العرب ( الشَّعب ) ، فيلهج الكثير بذكر هذا المصطلح قاصدين به مجموع الناس الذين يعيشون في بلد من البلدان كالشعب الجزائري والشعب المصري والشعب المغربي ، أو الذين ينتسبون لدين من الأديان فيقولون : الشعب المسلم والشعب اليهودي وهكذا .

وهذا الاستعمال مخالف لما قصدته العرب من كلامها به ، فهذا اللفظ إنما يُدرج في طبقات النسب ، فهو أكبر من القبيلة والبطن والفخذ ، فمعناه ضيّق يتمثل في تجمع أناس في مكان ما ، وليس ما تُوسّع في إطلاقه خصوصا على أمـة عظيمة مثل أمـة الإسلام ( وههنا تكمن بشاعة مثل هذا الإطلاق كما سيأتي ) .
ولعل الذهن يذهب مباشرة إلى قول الله تعالى :" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا" ، فتعالوا بنا نقرأ شيئا من كلام أهل اللغة والتفسير حتى يتضح حقيقة ما قلته آنفا ( وأكتفي بأربعة نقول تفي بالغرض ) :
قال ابن منظور في لسان العرب 3/ 501 :" وفَخَّذَ الرجلَ: نَفَّرَه مِنْ حَيِّهِ الَّذِينَ هُمْ أَقرب عَشِيرَتِهِ إِليه، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ وَهُوَ أَقل مِنَ الْبَطْنِ، وأَولها الشَّعْبُ ثُمَّ الْقَبِيلَةُ ثُمَّ الفَصِيلة ثُمَّ العِمَارة ثُمَّ البَطْن ثُمَّ الْفَخِذُ؛ قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: الشَّعْبُ أَكبر مِنَ الْقَبِيلَةِ ثُمَّ الْقَبِيلَةُ ثُمَّ الْعِمَارَةُ ثُمَّ الْبَطْنُ ثُمَّ الْفَخِذُ.
وقال الثعالبي في فقه اللغة ص156 :" الشَّعْبُ. ثُمَّ القَبِيلَةُ. ثُمَّ الفَصِيلَةُ. ثُمَّ العَشِيرَةُ. ثُمَّ الذُّرِّيَّةُ. ثُمَّ العِتْرَةُ. ثُمَّ الأسْرَة."
وقال الطبري في تفسيره 22/309 :" وقوله (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ) يقول: وجعلناكم متناسبين، فبعضكم يناسب بعضا نسبا بعيدا، وبعضكم يناسب بعضا نسبا قريبًا; فالمناسب النسب البعيد من لم ينسبه أهل الشعوب، وذلك إذا قيل للرجل من العرب: من أيّ شعب أنت؟ قال: أنا من مضر، أو من ربيعة. وأما أهل المناسبة القريبة أهل القبائل، وهم كتميم من مضر، وبكر من ربيعة، وأقرب القبائل الأفخاذ وهما كشيبان من بكر ودارم من تميم، ونحو ذلك، ومن الشَّعْب قول ابن أحمر الباهلي:
مِن شَعْبِ هَمْدانَ أوْ سَعْدِ العَشِيرَة أوْ ... خَوْلانَ أو مَذْحِجٍ هَاجُوا لَهُ طَرَبا "
وقال ابن كثير في تفسيره 7/385 :" يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا لِلنَّاسِ أَنَّهُ خَلَقَهُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا، وَهُمَا آدَمُ وَحَوَّاءُ، وَجَعَلَهُمْ شُعُوبًا، وَهِيَ أَعَمُّ مِنَ الْقَبَائِلِ، وَبَعْدَ الْقَبَائِلِ مَرَاتِبُ أُخَرُ كَالْفَصَائِلِ وَالْعَشَائِرِ وَالْعَمَائِرِ وَالْأَفْخَاذِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِالشُّعُوبِ بُطُونُ العَجَم، وَبِالْقَبَائِلِ بُطُونُ الْعَرَبِ، كَمَا أَنَّ الْأَسْبَاطَ بُطُونُ بَنِي إِسْرَائِيلَ. "

وأختم هذا كله بنقل مهم للشيخ بكر أبو زيد ذكره في معجم المناهي اللفظية ص 316 – 318 ( أنقله بطوله لنفاسته ) : "الشَّعب:منْعُ إطلاقه على جماعة المسلمين ، وقد مضى مع أخوات له في حرف الدال: الدستور. واللفظ - لبعد القصد السيء من نشره، وتسويقه على الرعايا في البلاد الإسلامية - جدير ببيان عنه فأقول: ((الشعب)) في لسان العرب، يعني طبقة من طبقات النسب، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} الآية [الحجرات/ 13] .
وكانت الأُمة الإسلامية - قبل نشوب الاستعمار فيها - جارية على السداد، فلا تسمع ولا تقرأ إلا قولهم: المسلمين: الأُمة المسلمة: الأُمة الإسلامية. جماعة المسلمين. أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، وهذا من الألفاظ الكريمة، مثل: المؤمنين، المتقين، المحسنين، التي تربطهم بدينهم: الإسلام. لكن بعد أن أُطيح بالحكم بالإسلام، ونشبت يدُ الأعداء في دياره وعملوا على تذويب هُوية أُمته، وتفريغها من دينها الحق ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً، خلفوا في بلاد المسلمين صنائع لهم ينْفُثُون في الأُمة مبادئهم، ويُنفِّذُون خططهم حتى في اللفظ والاصطلاح، وهل يستهين بذلك إلا من قلَّ نصيبه من العلم، وضعف يقينه؟
لقد بذرت تلك الصنائع ألفاظاً؛ لتحويل المسلمين عن الارتباط بإسلامهم إلى قطيع مسحوب الهوية، فألبسوهم الألقاب الجديدة البديلة للألقاب الإسلامية الأصلية، فصاروا: الشعب: الجمهور. الجماهير. الموطنون. المجتمع. ولعلَّ أول صعقة في ذلك كانت على يد: جمال عبد الناصر في: مصر. ثم سرت إلى ما شاء الله من بلدان العالم الإسلامي؛ حينئذٍ صار لزاماً بيان أصل هذا اللفظ في هذا المعنى:
لفظ: ((الشعب)) بهذا المعنى - إطلاقه على الأُمة - هو مصطلح عبراني لدى اليهود، فهو يعني عندهم: ((بني إسرائيل)) الذي يجمع ثلاثة أوصاف: أنهم أبناء رجل واحد هو: ((إسرائيل)) أي: يعقوب - عليه السلام - وأن هذا الأب الذي يجمعهم (مختار) ؛ لهذا لقبوا أنفسهم: ((الشعب المختار)) أو ((شعب الله المختار)) وأن أرضاً واحدة تجمعهم هي: ((فلسطين)) .
فانظر كيف يساق المسلمون فيُسحبون من شعاراتهم الإسلامية في الألقاب، ويُحشرون تحت مصطلح يهودي منكراً لفظاً ومعنى، يهدم إسلامهم، ويسلبهم حقهم، ويكسبهم ذل التبعية، والتفرق، والتشرذم.
إن: ((أُمة الإسلام)) وإن: ((المسلمين)) لا يؤمنون بواحد من هذه الأوصاف الثلاثة التي قام عليها هذا اللقب العبراني اليهودي: ((الشعب)) ؛ لأن أخوتهم إسلامهم، والإسلام قد محا كل رابطة دونه، فلا يجمعهم النسب إلى أب واحد وإنما يجمعهم: دين واحد هو: الإسلام.
والمسلمون لا يؤمنون بمبدأ الاختيار، وشغْلِ صكوك الغُفْران، بل هم: أمة مسلمة مكلفة وفق شريعة إسلامية محمدية: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} .
والمسلمون لا يؤمنون بالتجمع السُّكَّانِي في أرض واحدة، بل هم مأمورون بالسعي في توسيع أرض الإسلام، وامتداده وبسط جناحه على المشارق والمغارب.
ولهذا فالمسلمون بإسلامهم يبطلون: نظرية اليهود: الشعب المختار باعتبارهم الفاسد، وتصورهم المهين، وينادون بإبطال الروابط سوى رابطة: الأُخوة الإسلامية، ونبذ العقائد سوى: عقيدة الإسلام.
أقول بعد هذا البيان: انظر كيف يُبتلى المسلمون فيستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير، فيهجر لفظ: الأُمة المسلمة إلى لفظ الشعب، ثم يطير به الناس كل مطار، فترى في ديار المسلمين: ((جريدة الشعب)) . ((مطبعة الشعب)) ((كتاب الشعب)) . ((متجر الشعب)) وهكذا يؤخذ الناس ضُحى. ومن مواقع الأسف الشديد، أنك لا ترى من نبَّه على هذا، وقاوم هذا المصطلح الوافد، من علماء الأُمة وفقهائها، وإنما انساق الناس إليه كالعنق الواحد، فإلى الله المشتكى. " اهـ

التعديل الأخير تم بواسطة هشام بن حسن ; 02 Jun 2011 الساعة 03:26 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013