17 Aug 2015, 12:23 AM
|
موقوف
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
|
|
فوائد من الدرس 02
☆ تحذير الشيخ ربيع -حفظه الله- لطالب العلم من الولوجِ في الشُبهاتِ والفِتَن ☆
الشيخُ -حفظهُ اللهُ تعالى ورعاه- يُحذرُ طالبَ العلمِ من الولوجِ في الشُبهاتِ والفِتَن، فاحذر يا طالِب العلم من التعرّض للفِتنِ، والتَعَرضِ للشُبهات، فالأصلُ في طالِبِ العلمِ أن يكونَ مُبتَعِدًا عن أهلِ الفِتَنِ، وأن يكونَ مبتعِدًا عن الفِتَنِ، وأن يكونَ مُبتَعدًا عن الشُّبُهات وأن يكونَ مُبتعِدًا عن أهلِ الشُّبُهات، فالشيخُ -حفظهُ اللهُ تعالى وأبقاهُ على السُنّة- ذكرَ الحديث الصحيح الذي يقولُ فيه رسول الله -صلواتُ ربي وسلامهُ عليه-:«تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا» -أي أنَّ الفتنَ تُعرض على القلوب مرةً بعد مرة، مرةً بعد مرة، الفِتَن تكونُ معروضة على القلب مرةً بعد مرة، تختبرُ هذا القلب، وتمتحنُ هذا القلب، فقال رسول الله -صلواتُ ربي وسلامه عليه-: «فَأَيُّما قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ»، أي: أيُّ قلبٍ دخلتهُ, «أُشْرِبَهَا»: أي دَخَلته، وحلّت فيه محلَ الشَراب، فمعنى «أُشْرِبَهَا»: أي دخلتهُ وحلّت فيهِ محلّ الشراب، «نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ» أي نُقطَت فيهِ نُقطة سوداء قال ابنُ دُريد: "كلُّ نَقطٍ في شيء بخلاف لونه، فهو نكتٌ"، «وَأَيُّما قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ؛ قلبٍ أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَالَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ -أي قلب أبيض مثل الصفاء، الصفاء؛ الحجر الأملس، الذي لا يعلق به شيء- لَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ»، أي أن قلبه إذا كان ينكر هذه الفتن فإنه يكون أبيض، ويكون كالحجر الأملس الذي لا تعلق به فتنة من الفتن، وهذا إذا أنكرها، وأما -والعياذ بالله- إذا تابعها، فإن قلبه يشرب هذه الفتن، حتى يكون كما جاء في الحديث هنا: «وَقلبٍ أَسْوَد مُرْبَادًّا كريه المنظر كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا» أي كالكوز المقلوب، كالكأس المقلوب، منكوسًا تُصبُّ عليه الماء وكل شيء ولا ينتفع به، لذلك يحرص طالب العلم على البعد عن الفتن، والبعد عن أصحاب الفتن، والبعد عن أهل الدجل، حتى -والعياذ بالله- لا يكون مستقبِلًا لما عندهم من البدع والفتن والمحدثات.
☆ الذي جعل أهل البدع يستحسنون هذه البدع؟ ☆
لأن قلوبهم متَّسخة بالأهواء والشبهات والفتن، فأصبح الحق عندهم باطلًا، وأصبح الباطل عندهم حقّا، ولكن لو كان القلب نظيفًا، فإنه يرى الحقائق ويرى الأمور على حقائقها، البدعة بدعة، والكفر كفر، والسنة سنة، والضلالة ضلالة، ويرى الحق حقًّا، والباطل باطلًا، لذا الإنسان وطالب العلم يحرص على قلبه أشد الحرص، وقال ابن القيم -رحمه الله- في مفتاح دار السعادة: "قال لي شيخ الإسلام -رضي الله عنه- وقد جعلت أورد عليه إيرادات، إيرادًا بعد إيراد"، قال شيخُ الإسلام لتلميذِهِ ابنِ القيِّم: "لا تجعل قلبك للإيرادات والشُّبهات مثل الإسفنجة فيتشربها فلا ينضح إلا بها، ولكن اجعله كالزُّجاجة المصمتة تمر الشُّبهات بظاهرها، ولا تستقرُّ فيه لصفائه ويدفعها لصلابته، وإلا إذا أشرب قلبك كل شبهة تمر عليك صار مقرا للشبهات" فعلّق ابنُ القيم : "فما أعلم أني انتفعت بوصيّةٍ في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك"، قال الشيخ النجمي -رحمه الله-: "ولهذا يَستحسن أهلُ البدع والأهواء بدعهم مع أنها مستقبحة شرعًا وفطرةً، فالقلوب ما دامت نظيفة ترى الحق حقًّا، والباطل باطلًا، وإذا اتَّسخت بالمعاصي عَمِيت فتنعكس عندها الحقائق، فترى الحقَّ في صورة باطل، والباطل في صورة حق".
☆ من الإيمان الرَّد على أهل البدع والأهواء ☆
الرَّد على أهل الأهواء والبدع من الإيمان، الرد على أهل الأهواء والبدع من الجهاد في سبيل الله، ومن الإيمان بالله -عز وجل-، لذلك قال: «فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ», فالرَّد على الأهواء، وعلى أهل البدع، وأهل الفتن، من الإيمان بالله -عز وجل-.
☆ هدف أهل البِدع والأهواء ☆
ويريد أهل البدع أن نرجع إلى تلك الظلمات، يُريدُ أهلُ البدع أن نرجِع إلى تلك، وتلك الأيام المظلمة، الظلمات من جهة الشرك، من جهة البدعة، من جهة الأهواء، والجهل, لا دروس، لا علم، لا قال الله، لا قال رسول الله أبدًا، يريد أهل البدع والأهواء أن نرجع إلى تلك الأيام، وذلك لأنهم مجتهدون في بث ماذا؟ بدعهم، ولكن بحمد الله -عزَّ وجل- قيَّض الله رجالًا من أهل العلم، مثل شيخنا ربيع، مثل إخوانه من أهل السنة يردُّون هذه البدع، ويردون هذه الأهواء، فهذه من نعمة الله أن يكون بين أظهرنا مثل هؤلاء العلماء، وفقهم الله لكل خير.
☆ من مميزات منهج السَّلف ☆
من مميزات منهج السلف، أنه يوالي ويعادي لله -سبحانه وتعالى-، فإن كنت سلفيًّا حقًّا، فليكن هذا الأمر فيك، أن يكون الولاء لمن؟ لأهل التوحيد وأهل السنة، ويكون البراء والمعاداة لأهل الكفر والبدعة والشِّقاق، لذلك قال شيخ الإسلام -رحمه الله- في الفرقان: "الولاية ضد العداوة، وأصل الولاية المحبة والقرب، وأصل العداوة البغض والبعد", ولذلك قال رسولنا -صلوات ربي وسلامه عليه- عند أبي داود: «مَنْ أَحَبَّ للهِ وَأَبْغَضَ للهِ وَأَعْطَى لِلهِ وَمَنَعَ لِلهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الإِيمَانَ» وقال أحمد -رحمه الله-: "من أفضل خصال الإيمان الحب في الله والبغض في الله". فلتكن المحبة للسنة وأهلها، وليكن البغض للشرك وأهل الشرك وللبدعة وأهلها.
☆ الجهاد بالحجة والبرهان أفضل من الضرب بالسيوف ☆
كما قال ابن القيم -رحمه الله- السيف والسنان والسلاح قد يستطيع أن يحمله حتى الأطفال وهذا أمرٌ مُشاهد، انظروا إلى إخواننا في اليمن، فإن الطفل الصغير يحمل السلاح، ولكن هذا الطفل يستطيع أن يجاهد أهل البدع والأهواء بالحجة والبرهان إن لم يكن متعلمًا؟ لا، والله، فكما قال ابن القيم -رحمه الله- قال: "وهذا هو جهاد الخواص"، لأن هذا يعمله الجاهل وغير الجاهل الذي بالسنان و السيف، أما الذي بالحجة والبرهان فإنه لا يستطيع عليه إلا الخواص من أهل العلم، لذلك كان يقول ابن منده: كان عمي سيفًا على أهل البدع.
☆ رأي الإخوان في صدام متقلِّب حسب أهوائهم ☆
لما قامت الحرب بين إيران والعراق كان الإخوان المسلمين مع إيران الرَّافضية, معها، يؤيدونها في مؤتمراتهم وفي صفوفهم وفي مجلاتهم، وصدام عندهم كافر؛ لأن كان أهل السنة كانوا يؤيدون من؟ صدام، فهم في المقابل يؤيدون دولة الرَّفض، ولما وجه حربه لبلاد التوحيد قالوا: مؤمن، مؤمن، مؤمن، بل قال بعضهم مجاهد في سبيل الله -عز وجل-، انقلبت الأمور كل ذلك ليس لصدام، ولا غير صدام، وإنما لماذا؟ للحرب على أهل التوحيد، وهذا والله يعرف هذا الأمر من كان معاصرًا لمثل هذه الأمور، تناقض الحزبيين مبناه الهوى.
☆ يا طالب العلم منهج السلف يدعوك إلى عدم التَّلون ☆
منهج السلف يدعوك يا طالب العلم إلى عدم التلون، إياك والتلون يا طالب العلم، لذلك قال حذيفة -رضي الله عنه-: "إياك والتَّلون فإن دين الله واحد", وقال إبراهيم النخعي: "كانوا يرون التَّلون في الدين من شكِّ القلوب في الله", ومن تلون أكثر التنقل، لذلك كان يقول مالك -رحمه الله-: "الداء العضال التنقل في الدين", سلفي، إخواني، تبليغي، سروري، قطبي، داعشي مع النصرة، كل يوم وهو مع فرقة من الفرق، ومن أسباب التلون في الدين الإعراض عن الطريقة السَّلفية، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "فكل من أعرض عن الطريقة السلفية النبوية الشرعية الإلهية، فإنه لابد أن يضل ويتناقض ويبقى في الجهل المركب أو البسيط" لذلك يحرص طالب العلم على عدم التنقل وعلى عدم التلون.
☆ مكانة العلم الصحيح ☆
العلم الصحيح والله لا يسوى الدنيا كلها، كما قال الحسن البصري -رحمه الله-: "إن الرجل ليتعلم الباب من العلم فيعمل به خيرٌ من الدنيا وما فيها"، والله خير من الدنيا وما فيها، إذا تعلم أحد منا مسألة من مسائل العلم، والله خير من الدنيا وما فيها، والدنيا عنده كبعرة حمار، ما تسوى شيئًا، قال الحسن البصري: "إن المجالس كلها مظلمة إلا مجالس العلماء"، خير من الدنيا، من بترولها ومن ذهبِها، ومن قصورها ومن نسائها، ومن السيارات الفارهة ومن العمائر الطويلة والقصيرة أبدًا، والله يتعلم الرجل مسألة ويعمل بها خير من الدنيا وما فيها، لكن إذا استشعرنا فضل هذا العلم، يقوم الإنسان من نومه، ويذهب إلى عمله، وينظر في بعضِ العمائر الفارهة والسيارات الفارهة، ويمتلأُ قلبُهُ في الدنيا، ولو قال: سبحان الله وبحمده خير له من هذه الدنيا كلها، لكن نحن في غفلة والله نحن في غفلة، لو قال: سبحان الله وبحمده أحب إلى مما طلعت عليه الشمس، من الدنيا، لكن في غفلة -الله المستعان-. كم سجل يا إخواني؟ تِسع وتسعونَ سجلًا مد البصر، فتوضع السِّجلات في كفة، ويوضع [لا إله إلا الله] في كفة، عمل بها وبمقتضاها وبشروطها وبأركانها، لكن حصل له ذنوب في كفة، ماذا يحصل للسجلات تلك؟ تطيش؛ لأن لا إله إلا الله إذا كان خالصًا من قلبه، قال هذه الكلمة، وعمل بمقتضاها، وحقق شروطها وأركانها، وحصل له شيء من المعاصي والذنوب، فإنها تُكفِّر الذّنوب، فهذا هو الهدى: العلم النافع، ودين الحق: هو العمل الصالح، قال ابن القيم في زاد المعاد، قال: "العالم الرَّباني هو الذي عَلِم وعَمِل وعَلَّم"، لأن العلم الصحيح هو الذي ينتج عملًا صحيحًا.
☆ أيُّ حدث في الدين يجب أن تهب الأمة لإنكاره ☆
الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان يخطب من أمامه ليس فيهم أي مبتدع، ففي كل خطبة أو جُلها يقول: أما بعد، فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي، هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها، فكيف مع وجود البدع؟ هل نسكت؟ عياذًا بالله! وحذَّر من الخوارج، وأخبر أن أمته ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، في كل مجالٍ في العقيدة، وفي العبادة، وفي كل شيء، أيُّ حدث في الدين يجب أن تهب الأمة لإنكاره، ونبذه، والتحذير منه، والتحذير منه، والتحذير من أهله، يقول ابن القيم -رحمه الله-: "كان السلف إذا بزغ رأس الفتنة صاح به أهل السنة في أقطارهم". الله المستعان! صاح أهل السنة في أقطارهم، بس يبزغ الرأس فقط، ويصيح أهل السنة كُلُّهم، في أقطارهم، الآن يبزغ الرأس والصدر والرجلين ويمشي بعد أن كان يحبو، وإذا تكلمت أو أنكرت عليه، قال: أنت صاحب فتنة عياذًا بالله! الآن البدع تنتشر وتترعرع هنا، وتجد من يحميها ويدافع عنها في بلاد التوحيد والسنة، من الشبهات العظيمة في هذا الباب، عندما تذكر لأحد الناس شيئًا من البدع في أحد الدعاة أو في أحد الأشخاص، يقول لك فقط!! ما عنده إلا هذه البدعة!! ويسهِّل بدعته، نقول له كما قال البربهاري -رحمه الله-: "وإذا ظهر لك من إنسان شيء من البدع فاحذره، فإن الذي أخفى عنك أكثر مما أظهر" فإذا قال لك فقط هذا! قل له ما قالهُ البربهاري -رحمه الله-: "وإذا ظهر لك من إنسان شيءٌ من البدع فاحذره، فإن الذي أخفى عنك أكثر مما أظهر" أليس هذا من الخطأ؟ أليس هذا من الانحراف والعياذ بالله؟ أمر خطير وبلاء، فإذا طبقنا قول ابن القيم -رحمه الله-: "كان السلف إذا بزغ رأس الفتنة صاحوا به" إذا طُبِّق هذا -بإذن الله- البدع ما تنتشر؛ لأنه قد أُميتت وقُصَّت في مكانها، لكنه إذا تركناه يصيح وينشُر تنتشر البِدَع، المنطقُ الصحيح أنك إذا كُنتَ مُتَّبعًا لمنهج السلف عليك أن تدعو إليه، تُرغب الناس فيه، كما قالَ ابن الجوزي -رحمه الله-: "مَنْ أَحَبَّ شَيئًا أكثرَ ذِكرهُ ومن أجلَّ أمرًا أعظمَ قدره" فإذا كنت تُحبُ السُنة والتوحيد، فأكثر من ذكرها ومن الدعوة إليها، وإذا كنتَ تُجلّ هذا الأمر، فأعطِ التوحيد والسُنة قدرهما، ومن لوازِم الإيمان إذا كان الإنسانُ يؤمن بشيء فجوارِحهُ تتحرك في خدمة ذلك الإيمان، وقول أهل السُنة: إنَّ الإيمان إذا كانَ في القلب لابُدّ أن يظهر على العمل والجوارِح.
يتبع بإذن الله ...
|