منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02 Feb 2010, 07:42 PM
رائد علي أبو الكاس رائد علي أبو الكاس غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: فلسطين
المشاركات: 90
افتراضي نـحـن كـمـا نـحـن

بسم الله الرحمن الرحيم


نـحـن كـمـا نـحـن


الحمد لله ربّ العالمين , و الصلاة و السلام على نبينا محمد , و على آله و صحبه أجمعين .

الدعوة السلفية ,هي دعوة الأنبياء و الرسل , و عقيدتها ثابتةٌ راسخة ,و هي مستقرة في نفوس أصحابها , خالدة إلي قيام الساعة ,و هي محفوظة بحفظ الله لها, و صالحة لكل زمان و مكان ,و لا تصلح حياة القلوب إلا بها ,و لم يتطرّق إليها التحريف و التبديل, أو الزيادة أو النقص .

و هذه الدعوة المباركة ثبتت أمام التحديات و الضربات المتتالية التي يقوم بها أعداء الإسلام مِن الكفار و المنافقين و المبتدعين و غيرهم مِن العصاة و الفسَّاق مِن المسلمين المنحرفين .



قال تعالى :" يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم و الله مُتّم نوره و لو كره الكافرون "



و ما قاله النبي – صلى الله عليه و سلم – معلماً و مرشداً في زمانه , ما زال محفوظاً إلى يومنا هذا , و سيبقى إلى يوم القيامة , لأنها دعوة أرادها الله – عزّ و جلّ – لنبيه – صلى الله عليه و سلم – و لأمّته مِن بعده إلى قيام الساعة , و هذا الفضل يعود لله- تبارك و تعالى – ثم لعلماء هذه الدعوة.

و هي دعوة متميزة في عقيدتها و منهجها و أخلاقها و سلوكها و آدابها , فلا مكان فيها للاضطراب و التناقض

و اللّبس , لأنها وحي مِن عند الله – عزّ و جلّ – لا يأتيه الباطل مِن بين يديه و لا مِن خلفه .

قال تعالى :" و لو كان مِن عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً "



و كتب الله – عزّ و جلّ – لهذه الدعوة النجاح و الاستمرارية إلى قيام الساعة , فحفظها مِن الهُراء و الشبهات و التخرّصات , فلا تعقيد فيها و لا التواء , فهي واضحة , و معانيها بيّنة , و هي بيضاء نقية ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.



و أما العقائد و الدعوات الأخرى التي خالفت عقيدة و دعوة الأنبياء و الرسل , لم يَكتب اللهُ – عزّ و جلّ – لها النجاح و الاستمرارية , لأنها تحكمها الأهواء و العقول , فهي أوهام و تخر صات , و بعضها يبطل بعضا , و أهلها في غاية التناقض , بل تجدُ الواحد منهم متناقضاً مع نفسه , و لهذا قال بعضُهم :" لو اجتمع عشرةُ نصارى لتفرقوا عن أحدَ عشرَ قولاً , و قال آخر : لو سألتَ بعضَ النصارى و امرأتَه و ابنَه عن توحيدهم , لقال الرجلُ قولاً , و امرأتُه قولاً آخر , و ابنُه قولاً ثالثاً "

( الجواب الصحيح 2/ 155 )


بل إنهم أنفسهم لا يتفقون على أصولهم , بل إنّ الفرقة الواحدة مِن هذه الدعوات , لا يتفق أفرادها كلَّ الاتفاق على أصل مِن أصولهم , بل لا يجتمع اثنان مِن رؤسائهم على أمر واحد في الدين .

فهذه العقائد و الدعوات الباطلة لا تمتلك سِمة الخلود و الاستمرارية , و إنْ عظُمت و استحسنت , فهي قابلة للزوال و الفناء , لأنها مِن صنع البشر و زبالات أذهانهم , و عقولهم القاصرة , و هي لم تتأسس على الإيمان بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و القدر خيره و شره من الله .



و ما تصدّع كيان الأمة , و تفرقت كلمتها , وتسلّط الأعداء عليها , إلا بانحرافها عن عقيدتها و فساد منهجها , فلم يسْلَم أهلها مِن اتّباع الهوى , و التخبط في توزيع الولاء و البراء , و المحبة و البغضاء , فترتب على ذلك التشتت ,و التشرد, و الضياع , فلا يفرّقون بين مَنْ يوالون و مَنْ يعادون .

فهذا الانحراف في العقيدة و المنهج , نتج عنه الانحراف في السلوك و الأخلاق و المعاملة , فلا أمن , و لا سعادة في الدارين , و لا عزّة و لا كرامة لأهلها , لأنهم طلبوا العزة مِن غير العزيز ,و التجأوا إلى غير الله مِن البشر.

قال تعالى :" و اتخذوا مِن دون الله آلهةً ليكونوا لهم عزاً "



و قال تعالى :" الذين يتخذون الكافرين أولياء مِن دون المؤمنين , أيبتغون عندهم العزة , فإنَّ العزة لله جميعاً "

و نحن أهل السنة و الجماعة , أكثر الناس , و أحرصهم على التمسك بالكتاب و السنة بفهم سلف الأمة , و أبعدهم عن التغيير و التبديل , و الحيرة و الاضطراب و التخبط و التناقض .

و ما اجتمعت قلوبنا, و حبنا لبعضنا البعض إلا بتمسكنا بعقيدتنا و سنة نبينا – صلى الله عليه و سلم - .

قال الإمام الزهري – رحمه الله - :" كان مَنْ مضى مِنْ علمائنا يقول : الاعتصام بالسنة النجاة "

( مجموع الفتاوى 4 / 57 )

و قال أبو بكر المروذي – رحمه الله - :" قلت لأبي عبد الله : مَنْ مات على الإسلام و السنة مات على خير , فقال لي : اسكت , مَنْ مات على الإسلام و السنة مات على الخير كلّه "

( المناقب لابن الجوزي ص 180 )


و رحم الله أئمة هذه الدعوة و علمائها و مشايخها . مع ما تعرضوا له مِن الفتن و المحن و الابتلاءات إلا أنَّ الله – عزّ و جلّ – عصمهم مِن هذا كله .



فهذا الإمام أحمد , و شيخ الإسلام ابن تيمية و تلميذه ابن القيم و شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب و الشيخ الألباني و الشيخ مقبل الوادعي ماتوا على صحة المعتقد و سلامة المنهج , بلا تبديل و لا تغيير .

و رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية عندما اقتِيدَ إلى السجن , فقال كلمته المشهورة " ما يصنع أعدائي بي ؟ أنا جنَّتي و بستاني في صدري,أين رحتُ فهي معي لا تفارقني,أنا حبسي خُلوة, و قتلي شهادة , و إخراجي مِن بلدي سياحة "

( ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب 2 / 402 )


و قال أيضا :" إنّ في الدنيا جنة مَنْ لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة "

( الوابل الصيب لابن القيم ص 69 )



قال تعالى :" يُثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة "

قال الإمام السعدي – رحمه الله – في تفسير الآية :" يُثبتهم الله في الحياة الدنيا عند وُرود الشبهات بالهداية إلى اليقين , و عند عروض الشهوات بالإرادة الجازمة , على تقديم ما يحبه الله على هوى النفس و مراداتها "

( تيسير الكريم الرحمن ص 425 )



فعقيدتهم واحدة , و منهجهم واضح ثابت لا يتغير , فسَلِموا بذلك مِن التشتت و التشرد و الضياع , و بذلوا كل غال و رخيص في سبيل تثبيت هذه الدعوة , و توحيد دعائمها , غير مبالين بما يصيبهم مِن أعدائهم , فهم بحق أهل التقوى و الإيمان.

و نحن و لله الحمد مِن طلاب و دعاة هذه الدعوة السلفية المباركة , عقيدتنا هي عقيدتهم , و منهجنا هو منهجهم , وقد تعرضنا للفتن و المحن و الابتلاءات , و عُرِضت علينا المناصب و الإغراءات , و لكنّ الله عصَمنا مِن هذا كلّه , فالفضل لله – عزّ و جلّ – ثم لعلمائنا و مشايخنا الذين قاموا بواجب العلم و الدعوة و الصبر على طلابهم , و ترفقوا بهم , حتى أثمرتْ دعوتُهم , و ها هي آثارُهم في شتى بِقاع العالم , علماً و تعليماً , و دعوة , و ندعو الله – عزّ و جلّ – أنْ يُميتنا على ما نحن عليه مِن صحة المعتقد و سلامة المنهج .


و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

كتبه

سمير المبحوح

20 / صفر / 1431 هـ
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013