جديد| الشيخ د. رضا بوشامة:لا ينبغي لأحد أن يزهِّد في الدروس التي تقام في هذا الشهر (رمضان)

[أبو إكرام وليد فتحون]

بسم الله الرحمن الرحيم

توجيه من الشيخ د. رضا بوشامة حفظه الله
بخصوص الدروس التي تقام في هذا الشهر (رمضان)

إن مما يفرح المؤمن ويسعده أن يرى جموع المصلين يرتادون المساجد في هذا الشهر .. وبعضهم قد يكون لم يسجد لله سجدة من قبل .. أو قد يكون تاركا للجماعة منغمسا في المعاصي .. وهؤلاء محتاجون لمن يرشدهم ويعلمهم ويعظهم؛ ليرفع عنهم الجهل ويكون سببا في ثباتهم ودوام استقامتهم .. وهذا وظيفة الأئمة والدعاة والخطباء .. ولا ينبغي لأحد أن يزهِّد في الدروس التي تقام في هذا الشهر في مختلف الأوقات استدلالا ببعض ما يروى عن بعض السلف أنهم تركوا التدريس في هذا الشهر وأقبلوا على قراءة القرآن .. لأن فائدة هذه الدروس والمواعظ عظيمة خاصة في هذه الأزمان التي كثرت فيها الجهالات والبدع والمخالفات .. وما جاء عن بعض السلف يحتاج إلى إثبات ذلك من حيث الإسناد. فإن ثبت فيحمل على حوادث أعيان لا تجعل منهجا متبعا وما عاداه يكون مخالفا للمنهج الصحيح .. فكل له اعتباره .. ومن قرأ في كتب الحديث وأمعن النظر في طباق السماع لوجد أن الكثير من كتب الحديث على اختلافها سُمعت وقرئت في شهر رمضان .. ولا زال العلماء ينفعون ويعلمون ويرشدون الناس في هذا الوقت .. وقد أدركت كبار أهل العلم في هذا العصر مثل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله والشيخ اللحيدان حفظه الله يعتنون بهذا الأمر ويدرِّسون في أوقات مختلفة من رمضان ليلا ونهارا تذكيرا ووعظا وإرشادا وتعليما وتفقيها.. وأدركت من كان يتوقف عن التدريس ويشتغل بقراءة القرآن ومراجعته مثل الشيخ العباد .. ولم ينكر هذا على ذاك ولا هذا على الآخر .. ولا يُفهم من كل هذا عدم العناية بقراءة القرآن وحفظه فهو أولى ما صُرفت له الأوقات لكن العلم بمعانيه والتدبر بآياته لا يكون إلا بالعلم والفهم .. فمن جمع بين الأمرين جمع خيري الدنيا والآخرة إن صلحت النية .. وفق الله الجميع لمعرفة الحق واتباعه.

المصدر: صفحة الشيخ د. رضا بوشامة حفظه الله على الفيسبوك