منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 14 Dec 2016, 02:36 PM
أبو عبد الله حيدوش أبو عبد الله حيدوش غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: الجزائر ( ولاية بومرداس ) حرسها الله
المشاركات: 759
افتراضي أحداث حلب الأخيرة وما يجب على المسلمين تجاه إخوانهم للشيخ سليمان الرحيلي - حفظه الله-

أحداث حلب الأخيرة وما يجب على المسلمين تجاه إخوانهم
قال الشيخ سليمان بن سليم الرحيلي بعد صلاة العصر اليوم، يوم الثلاثاء الموافق 14 ربيع الأول 1438 هـ في المسجد النبوي بالمدينة :

إن مما يؤلم قلب المؤمن ما تواترت به الأخبار مما يحدُث لأهلنا في حلب من اجتماع شرار أهل الأرض عليهم، من ُكفارٍ وأهل أهواء، وما هم فيه من ضيقٍ شديد، وكربٍ عظيم، حيث أن أعداءهم لم ُيراعوا حرمةً لشيء، ولم يحترموا شيخًا كبيرًا، ولا امرأة هرمة، ولا امرأة حاملا، ولا طفلا صغيرًا، ولا عابدًا راكعًا،صبوا عليهم حقدهم وغلهم وشرهم، وإني أشير إلى أمورٍ يحتاجها المسلمون في هذا الشأن باختصار شديد.

[الجهاد في سبيل الله من أعظم العبادات وأجلّها، وإنما ُتبنى على الأدلة لا على العواطف]

الأمر الأول: أن الجهاد في سبيل الله عبادةٌ من العبادات، وهي عبادةٌ شريفة، من أشرف العبادات وأجل ها، وأعظمها قدرًا وأجرًا.
وإن من المتفق عليه بين أهل العلم أن كل عبادةٍ لا تصح حتى تجتمع شروطها وتنتفي موانعها. فليست العبادات مبنية على العواطف، ولا على الحاجة، وإنما مبنية على ما دلت عليه الأدلة من شرائط، وما دلت الأدلة عليه من موانع تمنع من تلك العبادة،فليس الجهاد مبنيًّا على صيحة داعية، ولا عاطفة الناس الجياشة.
لا يجوز لمن كان خارج سوريا أن يذهب إليها للجهاد وإن أهل العلم الربانيين الذين يوكل إليهم الأمر في شأن الجهاد - فإ ن شأن الجهاد يوكل إلى العلماء الكبار بيانًا وتقريرًا، وإلى ولاة أمور المسلمين إنفاذًا وإعمالا، وقد أجمع أهل السنة والجماعة على أن الجهاد ماضٍ إلى قيام الساعة مع كل أمير برا كان أو فاجرًا - وإن العلماء الربانيين قد نظروا في حال ما يقع في سوريا، فأفتوا بأن من كان بخارج سوريا من أهل الأقطار لا يجوز له أن يذهب إلى سوريا من أجل الجهاد، وذلك لأمور:

الأمر الأول: أن جل الشروط التي اتفق العلماء على أنه لابد منها لمن يذهب ليطلب - لا لمن ُيبتلى فيدفع - غير متحققة في شأن الناس الذين هم في خارج سوريا، فلا يكون الجهاد في حقهم - أعني من كان في خارج سوريا - مشروعًا.

والأمر الثاني: أن الحكمة الشرعية تقتضي ذلك، فإن ذهاب الناس إلى تلك الأماكن ُيعطي العدو ذريعةً للإمعان في أفعاله، وللتسبب في هذا الأمر أمام دول العالم، ويمنع ما يسعى إليه بعض ولاة أمور المسلمين كخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله ورعاه - من أمورٍ ُيرفع ويُدفع بها هذا البلاء عن المسلمين.

والأمر الثالث: أن القضية ليست قضية عدد، وإنما القضية قضية عُدٍة وسلاح يمكن أن ُيدفع به هذا العدوان، وهذا غير متيسر لمن يذهب من الآفاق إلى سوريا، وعليه: فقد قررت مرارًا وتكرارًا أن الذي أدين الله عز وجل به - بعد دراسة المسألة والعلم أن ما نقوله اليوم سنسأل عنه غدًا بين يدي الله عز وجل - أن من كان في داخل سوريا ودافع عن المسلمين بنية إعلاء كلمة الله والدفاع عن إخوانه، أن هذا من الجهاد في سبيل الله في حقه، أما من كان في خارج سوريا من أهل الآفاق فإنه لا يجوز له أن يذهب إلى سوريا من أجل القتال والمشاركة في القتال.وهذا الأمر إنما نقوله بناءً على ما نعرفه عن أهل العلم والفقه في المذاهب الأربعة وغيرها، وما نعرفه من النظر في الأدلة وواقع الحال.

[يجب على المسلمين جميعًا أن يتألموا وأن لا ييأسوا من إجابة الله للدعاء أبدًا]

الأمر الثاني: أن الواجب على المسلمين جميعًا - حُكامًا ومحكومين - أن يشعُروا بما يصيب إخوانهم في حلب من البلاء، وأن يتألموا لذلك، وأن لا يرضوا بذلك، فإن هذا من الواجبات الشرعية علينا جميعًا. ويجب على كل واحدٍ منا أن يبذل المستطاع المشروع في نصرة إخوانه، ومن ذلك الدعاء، بأن نكثر من الدعاء لهم، وإني لأعجب من أقوام ينتسبون إلى الإسلام، ويقولون: "أنتم تمنعون الناس من الذهاب إلى الجهاد، وتأمرونهم بالدعاء" كأن الدعاء أمرٌ لا قيمة له!! والدعاء والله أقوى من الجيوش المُهلكة، وأقوى من الأسلحة الفتاكة، كيف لا وأنت بالدعاء تستعين بالله عز وجل الذي إذا شاء قلب سلاح العدو عليه ودمره تدميرًا. فالدعاء من أمضى الأسلحة وأقواها وأعظمها، وهو مشروع لنا يا عباد الله: أن ندعو لإخواننا بالفرج، وأن ندعو على أعدائهم بالدمار والويل والخزي والعار. فينبغي علينا - أحبتي في الله أن ُنكثر من الدعاء، وإني لأعجب من أناس لا يدعون لإخوانهم في دعاء السر، وفي صلاتهم، ويلومون من لا يقنتون، ويدعون في القنوت لإخوانهم، فإن القنوت بالنوازل على الراجح من أقوال أهل العلم موكول إلى ولي أمر المسلمين بحسب ما يراه من المصالح. أما دعاء الفرد فهذا لا حاجز له ولا مانع منه، فإنه ينبغي علينا أيها الأحبة أن ندعو لإخواننا وأن ُنكثر من الدعاء، وأن لا نيأس من الإجابة أبدًا، فإن لله حكمة، والله عز وجل سميع يسمع دعاءنا، وقد وعدنا بالإجابة، وهو سبحانه حكيم إذ يفعل ما يشاء لحكمة، كما أنه ينبغي علينا أن نساعد إخواننا في حلب بما نستطيع من المساعدات المالية بحسب الأنظمة في كل بلد، فنسعى بإيصال مساعداتنا المالية بحسب ما ُينظم في كل بلد إلى إخواننا في حلب وفي غيرها من أنحاء سوريا التي يعتدي عليها المعتدون. فالواجب علينا - أيها الإخوة - أن نلزم شرع الله وأن لا نتبع العواطف وأن نفعل ما ُيمكننا لنُصرة إخواننا بالطرق المشروعة التي تحقق المقصود، وتندفع بها المفاسد. فأسال الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وهو القوي شديد العقاب، أسأله سبحانه أن ينصر إخواننا المستضعفين في حلب، وفي سوريا، وأن يمكن لهم، وأن يرفع عنهم البلاء، وأن ينحر عدوهم، وأن يعيننا على التزام شرع الله عز وجل وعلى لزوم ما يجب علينا وعلى ما ُيمكن أن نعين به إخواننا في سوريا وفي غيرها

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله حيدوش ; 14 Dec 2016 الساعة 10:34 PM
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013