منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » مــــنـــتــدى الـــلـــغـــة الــعــربـــيـــة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 Oct 2014, 12:49 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى:"وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50)"

1- "البَحْرُ": البحر معروف سُمِّيَ بذلك لاتِّساعه.ويقال: فرَسٌ بَحْرٌ: إذا كان واسعَ الجَرْيِ، أي: كثيرَه.ومن ذلك قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مندوب فرس أبى طلحة: "وإنْ وجدْناه لبَحْرًا" رواه أحمد والبخاري ومسلم، والبَحْرُ: الماء المِلْحُ.ويقال: أبحر الماء: مَلُحَ، قال نصيب بن رباح المُكاتِب:

وقدْ عادَ ماءُ الأرض بحْراً فزادني *** إلى مرضى أن أبحَرَ المَشْرَبُ العذْبُ

ويروى: إلى ظمأي...

والبحر: البلدة، يقال: هذه بَحْرَتُنا أي: بلدتنا.قاله الأموي عبد الله بن سعيد أبو محمد اللغوي الكوفي.
والبحر: السُّلال المرض يصيب رئة الإنسان، فيُهزِله ويُضنيه ويقتله مثل: قرحة أو زكام ونوازل أو سعال طويل وتلزمها حُمَّى هادئة .ويقولون: لَقِيتُهُ صَحْرَةً بَحْرَةً، أي: بارِزًا مَكْشُوفًا.

قلت: ومنه قولهم في العامية: "خَلِّيتَهْ صَحْرَهْ"، يعني: مكشوفًا لا شيء عنده، والله أعلم.


2- قوله تعالى: "وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ"، يقال: غَرِق في الماء غَرَقا، فهو غَرِقٌ وغَارِقٌ – أيضا - ومنه قول أبي النَّجم:

فأَصْبَحوا في الماءِ والخنادِقِ * ** مِنْ بَيْنِ مَقْتُولٍ وطافٍ غارِقِ

وأَغْرَقَهُ غيرُه وغَرَّقَهُ، فهو مُغَرَّقٌ وغَريقٌ. ولِجَامٌ مُغَرَّقٌ بالفضَّة، أي: مُحَلَّى. والتَّغْرِيقُ: القَتْلُ، قال الأعشى ميمون بن قيس أبو بصير:

أَطورَيْن في عامٍ: غزاةٌ ورحلةٌ *** ألا ليت قيْسًا غَرَّقَتْهُ القَوابِلُ

المراد به: قيس بن مسعود الشَّيْبَاني.
وذلك: أنَّ القابلةَ كانت تُغَرِّق المَوْلودَ في ماء السَّلَى – وهو غشاء رقيق يحيط بالجنين، ويخرج معه من بطن أمِّه - عام القحط، ذَكَرًا كان أو أُنْثَى حتى يموت، ثم جُعِل كُلُّ قَتْلٍ تغريقًا، ومنه قول ذي الرُّمَّة:

إذا غَرَّقَتْ أرباضُها ثِنْىَ بكَرْةَ ٍ*** بتَيْهاءَ لم تُصْبِح رَؤُومًا سَلُوبُهَا

الأَرْبَاُض: الحِبال. والبَكْرة: النَّاقةُ الفَتِيَّةُ، وثِنْيُهَا: بطنها الثاني، ورؤوم: عطوف، وسَلوب: مات ولدها أو ألقته لغير وقته، وإنما لم تعطف على ولدها لما لحقها من التَّعب.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 Jan 2015, 05:32 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قال تعالى: " فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)"
1- كرَّرَ لفظ: " ظَلَمُوا " ولم يُضمِره تعظيمًا للأمر، والتَّكرير يكون على ضربين:
أحدهما: استعماله بعد تمام الكلام كما في هذه الآية، وقوله: "فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ" ، ثم قال بعد: "فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ"، ولم يقل: مِمَّا كتبوا، وكرَّر الويلَ تغليظًا لفعلهم، ومنه قول الخنساء: من المتقارب

تَعَرَّقَني الدَهرُ نَهساً وَحَزّاً *** وَأَوجَعَني الدَهرُ قَرعاً وَغَمزا

أرادت: أنَّ الدَّهر أوجعها بكُبْرَيات نوائبه وصُغْرَيَاتها.

والضرب الثاني: مجيء تكرير الظَّاهر في موضع المُضمَر قبل أن يتمَّ الكلام، كقوله تعالى: "الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2)" و "الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2)" ، كان القياس لولا ما أريد به من التَّعظيم والتفخيم: الحاقَّة ما هي؟ والقارعة ما هي؟ ومن هذا الضَّرْب قول الشَّاعر وهو جرير: من الكامل

لَيتَ الغُرابَ غَداةَ يَنعَبُ بِالنَوى *** كانَ الغُرابُ مُقَطَّعَ الأَوداجِ

ويُروى: ينعب دائبا، ويُروى: دائما.

وقد جمع عدِيُّ بن زيد المعنَيَيْن ويُنسب لابنه: سَواد، وقيل لأميَّة بن أبي الصّلت، فقال: من الخفيف

لا أَرى المَوتَ يَسبِقُ المَوتَ شَيءٌ *** نَغَّصَ المَوتُ ذا الغِنَى وَالفَقيرا

فكرَّر لفظ: الموت ثلاثا، وهو من الضَّرْب الأوَّل، ومنه قول الحطيئة: من الطويل

أَلا حَبَّذا هِندٌ وَأَرضٌ بِها هِندُ *** وَهِندٌ أَتى مِن دونِها النَأيُ وَالبُعدُ

فكرَّر ذكر محبوبته ثلاثا تفخيما لها، والنَّأي: البُعْدُ، كرَّره التَّأكيد وتقدَّم الكلام فيه.

فائدة:

قال أبو عبد الله القرطبي - رحمه الله تعالى - في قوله تعالى: " فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ" قال: "أنَّ الزِّيادة في الدِّين والابتداعَ في الشَّريعة عظيمةُ الخَطَر، شديدةُ الضَّرَر، هذا في تغيير كلِمةٍ هي عبارةٌ عن التَّوبة، أوجبت كلَّ ذلك من العذاب، فما ظنُّك بتغيير ما هو من صفات المعبود؟! هذا والقولُ أنقصُ من العمل، فكيف بالتَّبديل والتَّغيير في الفعل؟!".

وقال - رحمه الله - عندما تكلَّم عن قوله تعالى: "رِجْزًا" - قال: "والرَّجَزُ - بفتح الرَّاء والجيم -: نوعٌ من الشِّعْر، وأنكر الخليلُ أن يكون شِعرًا، وهو مشتَقٌّ مِن: الرَّجَز، وهو داءٌ يصيب الإِبل في أعجازها، فإذا ثارَتْ، ارتعشَتْ أفخاذُها" اهـ.

قلتُ: ويقال لمَن مهَر به رجَّاز، ولا يُقال له شاعِرٌ، ويُستَعمَل تامًّا، كقول الشَّاعر وهو الحطيئة جَروَل بن أوس (ت:45هـ):

قَالَتْ -وَفِيهَا حَيْدَةٌ وَذُعْرُ-:*** عَــــوْذٌ بِرَبِّي مِنْكُمُ وَحُجـْـــرُ

ويُستَعمل مجزوءا، كقول عمرَ بنِ أبي ربيعةَ المخزوميّ (ت: 93هـ):

قَدَ هَاجَ قَلْبِي مَحْضَرُ *** أَقْوَى وَرَبْعٌ مُقْفِرُ

وبَيْتُهُ العَرُوضِي:

في أَبْحُر الأرجازِ بحرٌ يسهُل *** مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ

******
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 20 Jan 2015, 12:09 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60)}

1- العرب تقول : سقيته وأسقيته لغتان بمعنى ، قال لبيد بن ربيعة : من الوافر

أَقولُ وَصَوبُهُ مِنّي بَعيدٌ *** يَحُطُّ الشَثَّ مِن قُلَلِ الجِبالِ
سَقى قَومي بَني مَجدٍ وَأَسقى *** نُمَيراً وَالقَبائِلَ مِن هِلالِ

2- العصا : معروف، وهو اسم مقصور مؤنث، وألفه منقلبة عن واو، قال ذو الرُّمَّة : من الطويل

فَأَدلى غُلامي دَلوَهُ يَبتَغي بِها *** شِفاءَ الصَدى وَاللَيلُ أَدهَمُ أَبلَقُ
فَجاءَت بِنَسجِ العَنكَبوتِ كَأَنَّهُ *** عَلى عَصَوَيها سابِرِيُّ مُشَبرَقُ

والجمع: عُصِيّ وعِصِيّ، وهو فُعول، وإنَّما كُسِرت العين لما بعدها من الكسرة، وأعْصٍ -أيضا- مثله، مثل: زَمَن وأزْمُن، وفي المثل : "العصا من العَصِيّة" أي: بعض الأمر من بعض، وقولهم: "ألقى عصاه" أي: أقام وترك الأسفار وهو مَثَل، قال الشَّاعر ويُنسَب لمُضرِّس الأسدي وللأحمر المزني ولعبد ربه السلمي ولمُعقِّر البارقي ولسليم الحنفي: من الطويل

وخَبَّرها الوُرَّادُ أَنْ ليس بينَها *** وبَيْنَ قُرَى قَسْر ونجرانَ كافِرُ
فأَلْقَتْ عَصاها واستقَرَّ بها النَوى *** كما قَرَّ عَيْناً بالإِيابِ المسافِرُ
وفي التنزيل: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا}، قال الفراء : "أوَّل لحن سُمع بالعراق: هذه عَصاتِي".

وقد يعبَّر بالعصا: عن الاجتماع والافتراق، ومنه يقال في الخوارج: قد شَقُّوا عصا المسلمين، أي: اجتماعهم وائتلافهم، وانشَقَّت العصا، أي: وقع الخلاف، قال الشَّاعر ويُنسَب لجرير : من الطويل

إذا كانتِ الهيجاءُ وانشقَّتِ العصا *** فحسبُك والضَّحَّاكَ سيفٌ مهنَّد

أي: يكفيك ويكفي الضحاك.
وقولهم : "لا ترفع عصاك عن أهلك": يُراد به الأدب، والله أعلم.

فائدة:

قال أبو عبد الله القرطبي - رحمه الله تعالى -: "وقد استسقى نبيُّنا محمَّد - صلى الله عليه وسلم - فخرج إلى المصلَّى متواضعا متذلِّلًا متخشِّعًا متوسِّلًا متضرِّعًا، وحسبك به! فكيف بنا ولا توبة معنا إلا العنادَ ومخالفةَ ربِّ العباد؟ فأنَّى نُسقى! لكنْ قد قال - صلى الله عليه وسلم -في حديث ابن عمر: "ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطَروا" الحديث" اهـ.
******
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19 Mar 2014, 10:48 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين (23)"
1- العبد مأخوذ من التعبُّد، وهو التَّذَلُّل، قال طرفة:
إلى أن تحامتني العشيرةُ كلُّها *** وأُفرِدتُ إفرادَ البعيرِ المُعَبَّدِ

أي: المُذَلَّل.
2- العبادة أشرف الخصال، قال الشاعر:
يا قومِ قلبي عند زَهْراءِ *** يعرفُه السامعُ والرَّائي
لا تدعُني إلا بِيَا عبدَها *** فإنَّه أشرَفُ أسمائي

وفي "نفح الطيب" الشطر الأول من البيت الأول:
يا عمرو نادِ عبدَ زَهْراءِ *** ..........
3- "دون" نقيض "قوق"، وهو تقصير عن الغاية، ويكون ظرفا، والدُّون: الحقير الخسيس، قال الشاعر:
إذا ما عَلا المرءُ نالَ العلاء *** ويقنَعُ بالدُّونِ من كان دُنا

ولا يشتق منه فعل، وبعضهم يقول منه: دان يدُن دَوْنا، ويقال: هذا دون ذاك، أي: أقرب منه، ويقال في الإغراء بالشيء: دُونَكَهُ، قالت تميم للحجاج: أقبرِرنا صالحا – وكان قد صلبه – فقال: دُونَكُموه.
ومعنى أقبرنا: أمكنا من دفنه في القبر، وصالحا: هو بن عبد الرحمن.

التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 21 Mar 2014 الساعة 03:58 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21 Mar 2014, 11:15 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين (23)"
1- من العرب من يجزم بـ : "لن" وهي لغة قليلة كما قال أهل العلم، قال النابغة:
هذا الثناءُ فإن تسمع به حسنًا *** فلن أُعَرِّضْ أبَيْتَ اللَّعْنَ بالصَّفَدِ

وفي رواية: فلم أعرض، وفي أخرى: فما أعرض، ومعنى الصفد: العطاء ولا يكون ابتداء إنما هو بمنزلة المكافأة.
2- "التي" فيها ثلاث لغات: "التي" و"اللَّتِ" و"اللَّتْ"، وهي اسم مبهم مؤنث، ولا يجوز نزع الألف واللام منها للتنكير، ولا تتم إلا بصلة، وفي تثنيتها ثلاث لغات: "اللَّتان" و"اللَّتا" و"اللَّتانِّ"، وفي جمعها لغات: "اللاتي" و"اللاتِ" و"اللواتي" و"اللواتِ" و"اللَّوا" و"اللَّائي" و"اللاءِ"، قال الشاعر:
من اللَّواتي والتي واللاتي *** زعَمن أن قد كَبِرَتْ لِداتي
3- وتصغير "التي": "اللَّتَيَّا"، قال العجاج:
بعد اللَّتَيَّا و اللَّتَيَّا والتي *** إذا علتها أنفُس تَرَدَّتِ
4- وأدخلوا "يا" النداء على "التي"، وحروف النداء لا تدخل على ما فيه ألف ولام إلا في قولنا: يا الله، وحده، قال الشاعر:
من أجلِكِ يا التي تَيَّمْتِ قلبي *** وأنتِ بخيلةٌ بالوُدِّ عنِّي
ويروى في عجزه: بالوصل عني، ويروى في صدره: فديتكِ يا التي..
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22 Mar 2014, 10:52 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "وبشر الذين ءامنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها ثمرة رزقا قالوا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ولهم فيها ازواج مطهرة وهم فيها خالدون (25)"
1- يجوز حذف الكلام للاختصار، قال الشاعر مهلهل بن ربيعة:
نُبِّئْتُ أنَّ النارَ بعدكَ أُوقدتْ *** واسْتَبَّ بعدكَ يا كُلَيْبُ المجلسُ
أراد: أهل المجلس، فحُذِف.
2- النهر مأخوذ من: أنهرتُ أي: وسَّعتُ، قال قيسُ بن الخَطيم:
ملَكْتُ بها كفِّي فأَنْهَرتُ فَتْقَها *** يرى قائمٌ مِن دونها ما وراءها
ويروى: يرى قائما من خلفها ما وراءها، ويروى: يرى قائما من دونها.
3- قال الأصمعي: لا تكاد العرب تقول: زوجة، وإنما يقال: زوج، وحكى الفرَّاء أنه يقال:زوجة، واختاره الكسائي، قال الفرزدق:
وإنَّ الذي يسعى ليُفسِدَ زوجتي *** كساعٍ إلى أُسد الشَّرى يستَبيلُها
ويروى:
وإن الذي يمشي يحرِّش زوجتي *** كماش.............
ومعنى يستبيلها: يأخذ بولها في يده.
4- الخلود: طول البقاء، قال زهير:
ألا لا أرى على الحوادث باقيًا *** ولا خالدا إلا الجبالَ الرَّواسِيا
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26 Mar 2014, 12:54 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26)"
1- "بعوضةً" في نصبها أربعة أوجه:
الأول: تكون "ما" زائدة، و"بعوضةً" بدلا من "مثلًا".
الثاني: أنها نعت لـ "ما" و"ما" بدل من قوله: "مثلًا" قاله الفراء والزجاج وثعلب.
الثالث: أنها نصبت على تقدير الجارِّ، بحذف "بين" قاله الكسائي والفراء وأنكره ثعلب، قال أعرابي من بني سليم:
يا أحسنَ الناسِ ما قرنًا إلى قدَمِ *** ولا حِبالَ مُحِبٍّ واصلٍ تَصِلُ
أراد: ما بين قرنٍ، فلما أسقط "بين" نصب.
الرابع: أن يكون "يضرب" بمعنى يجعل، فتكون "بعوضةً" المفعول الثاني.
قلت: وكلها أوجه صحيحة، وأقواها الأول ثم الثاني.
2- لغة بني تميم وبني عامر في "أمَّا": أَيْمَا، يبدلون من إحدى الميمين ياءً كراهية التضعيف، قال عمر بن أبي ربيعة:
رأتْ رجلا أيْما الشمسُ عارَضَتْ *** فيَضْحى وأيْما بالعَشِيِّ فيَخْصَرُ
وفي ديوانه: "أمَّا" في الموضعين، وحكى الخلاف في ذلك البغدادي في "خزانة العرب".
ومعنى: "الشمس عارضت": ارتفاعها حيال الرأس، و"يضحى": يعرَق، و"يخصَر": يؤلمه البرد في أطرافه.
3- وزعم ابن الأعرابي أنه لم يسمع في كلام الجاهلية ولا في شعرهم : فاسق، وقد ذكر ابن الأنباري في"الزاهر" قول الشاعر وينسب لرؤبة والعجاج:
يَهوين في نجْدٍ وغَوْرا غائرا *** فواسقا عن قَصْدهم جوائرا
فائدة:
و"الفسق" في عرف استعمال الشرع: الخروج من طاعة الله عزَّ وجلَّ، فقد يقع على من خرج بكفر، وعلى من خرج بعصيان.

التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 26 Mar 2014 الساعة 04:21 PM
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 26 Mar 2014, 05:45 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28) هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)"
1- "خلق" معناه: اخترع، وأوجد بعد العدم، وقد يقال للإنسان خلق، عند إنشائه شيئا، قال بشار وينسب ليحي بن مروان بن أبي حفصة، ولأبي الحسن منصور بن إسماعيل التميمي الفقيه:
مَن كان يَخلُق ُ ما يقو *** لُ فحيلتي فيه قليلهْ

ويروى:
من كان يكذب ما يريـ *** دُ.........
2- الاستواء في اللغة: الارتفاع والعلوُّ على الشيء، قال الشاعر:
فأوْرَدتهم ماءًبفيْفاءَ قَفْرةٍ *** وقدْحلَّقَ النَّجْمُ اليمانيُّ فاستوَى

ويروى: وصبَّحهم، بدل: فأوردتهم.
تعقيب:
اعلم أن المؤلف - غفر الله له - قال عند إيراده لقوله تعالى: "ثم استوى إلى السماء": "وهذه الآية من المشكلات"، ونسب إلى الأئمة كمالك عقيدة التفويض يعني أنهم يثبتون اللفظ دون المعنى، والعجيب من أمره - غفر الله له - أنه أورد قول مالك - رحمه الله تعالى - بعد أن ذكر ذلك وهو قوله: "الاستواء غير مجهول"، وقد وقع في ذلك غيره من العلماء، كقول ابن قدامة في "لمعة الاعتقاد": "وما أشكل من ذلك وجب إثباته لفظا وترك التعرض لمعناه"، والصحيح الذي عليه السلف الصالح أنهم يثبتون الصفات لفظا ومعنىً ويفوضون علم الكيفية إلى علم الله تعالى، والحمد لله أسماء الله وصفاته غير مشكلة بل هي واضحة المعنى، وقد فسرها الأئمة من السلف، كما جاء في "البخاري" وغيره عن ابن عباس ومجاهد في قوله تعالى: "ثم استوى إلى السماء" أن "استوى" بمعنى: علا وارتفع.
وقد غرَّ بعضهم قول الإمام أحمد رحمه الله: "بلا كيف ولا معنى" وقوله: "بلا حدٍّ ولا غاية"، قال العلامة الفوزان – حفظه الله تعالى-: المراد بنفي المعنى والحد في قول الإمام أحمد هو المعنى والحد الذي أراده أهل البدع من المؤولة والمعطلة.

واعجب – أيضا- من المؤلف - غفر الله له- إيراده قول بعضهم بأن "استوى" بمعنى استولى، مع معرفته باللغة، ومع أنه لا يوجد في اللغة استوى بمعنى استولى البتة، كما قال أهل اللغة، واعجب أخيرا من إيراده البيت المنسوب للأخطل النصراني:
قد استوى بِشر على العراق *** من غير سيف ودمٍ مُهراقِ

وقد رده الأئمة، لمخالفته لأصول أهل السنة والجماعة،وإن صح هذا البيت فمعناه: استوى بشر على كرسي الملك أي: علا عليه بعد استيلائه على ملك العراق، والنصارى قد يذكرون ما يعززون به مذاهبهم، كما نسب للأخطل أيضا:
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما *** جُعل اللسان على الفؤاد دليلا

لتقرير مذهبهم في الكلام النفسي.
قال الناظم وينسب لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -:
قُبْحا لمَنْ نَبَذَ القُرَانَ ورَاءَه *** وإذا استدلَّ يقول: قال الأخطلُ
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
تَبًّا لهَاتِيكَ العُقُولِ فَإنها *** واللهِ قَد مُسِخَت على الأبدَانِ
تَبًّا لمِن أضحَى يُقَدِّمُهَا على الـ *** آثارِ والأخبَارِ والقُرآنِ
واعجب –أيضا- من المحقق كيف يسكت على هذا الباطل، من غير أن يتكلم ببنت شفا حَيال ذلك الخبط والخلط، والله المُستعان.
وانظر - مأمورا- شرح "لمعة الاعتقاد" للشيخين: ابن عثيمين والفوزان – غفر الله لهما- و"مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام رحمه الله في قسم العقيدة لمن أراد التفصيل .

التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 26 Mar 2014 الساعة 05:55 PM
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 26 Mar 2014, 04:19 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)"
1- الميثاق: العهد المؤكَّد باليمين، وجمعه: مَوَاثِيق ومَيَاثِق ومَيَاثِيق، قال عياض بن درَّة الطائي:
حِمًى لا يُحَلُّ الدَّهرَ إلَّا بإذننا *** ولا نسألُ الأقوامَ عهْدَ المَياثِقِ

ويروى: عقد المياثق.
2- الخاسر: الذي نقص نفسَه حظها من الفلاح والفوز، والخُسران: النُّقصان، كان في الميزان أو غيره، قال جرير:
إنَّ سليطًا في الخَسَارِ إنَّهْ *** أولادُ قومٍ خُلِقوا أقنَّهْ
أقنة: جمع قِنّ، وهو: العبد إذا مُلِك هو وأبواه.

التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 27 Mar 2014 الساعة 09:25 PM
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 27 Mar 2014, 09:47 AM
حسن بوقليل
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي يوسف على هذا الموضوع، وعلى الاستدراك على المحقق؛ فلا ينبغي السكوت على الباطل، وهذا من جميل فعل المحققين إذا عقلوا ذلك.
وانظر صنيع الذهبي - رحمه الله - في تراجمه في "السير" تعلم صدق ما ذكرت.
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 27 Mar 2014, 03:09 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

عفاالله عنك شيخ"حسن" وجزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 27 Mar 2014, 09:25 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)"
1- قال أبو عبيدة: "إذْ" زائدة، والتقدير: وقال ربُّك، وأنشد لأبي الجراح الأسود بن يعْفُر:
فإذ وذلك لا مَهاهَ لذِكرِه *** والدَّهرُ يُعقِبُ صالحا بفسادِ
والبيت يروى: فإذا...، ومعنى لا مهَاهَ: لا طعم ولا فضل.
وقد أنكر على أبي عبيدة هذا القولَ، الزَّجاجُ والنَّحاسُ، قال النحاس: هذا خطأ، لأنَّ "إذْ" اسم، وهي ظرف زمان، ليس مما تزاد، وقال الزَّجاج: هذا اجترام من أبي عبيدة، ذكر الله عزَّ وجلَّ خلقَ الناس وغيرِهم، فالتقدير: وابتدأ خلقَكم إذ قال، فكان هذا من المحذوف الذي دلَّ عليه الكلام، كما قال النَّمر بن تولَب:
فإنَّ المنيَّةَ مَن يخشَها *** فسوف تُصادِفُه أينما
يريد: أينما ذهب.
2- الأَلوكَة والمَألَكة والمَألُكة: الرسالة، قال لبيد:
وغلامٍ أرسَلَتْه أمُّهُ *** بأَلوكٍ فبذلنا ما سألْ
وقال عدي بن زيد:
أبلِغ النُّعمان عنِّي مألُكا *** إنَّه قد طال حبسي وانتظاري
ويروى: ملْأكا.
قال الشاعر وينسب لعلقمة بن عبدة:
فلستَ لإنسِيٍّ ولكن لملْأَكٍ *** تنزَّلَ من جوِّ السَّماءِ يصوبُ
3- قُرِأ "ويسفِكَ" بالنصب، جواب الاستفهام بالواو، قال الحطيئة:
ألم أكُ جاركم ويكونَ بيني *** وبينكمُ المودَّةُ والإخاءُ
ويروى:
ألم أك مسلما فيكون بيني *** ............
4- أصل "دم": دمْيٌ أو دمَيٌ، وقد نُطِق به على الأصل في قول علي بن بدَّال وينسب لمثقب العبدي:
فلو أنَّا على حجَرٍ ذُبحنا *** جرى الدَّمَيان بالخبر اليقين
5- التسبيح: التنزيه من السوء على وجه التعظيم، قال أعشى بني ثعلبة:
أقولُ لمَّا جاءني فخرُه *** سبحان من علقمة الفاخرِ
6- قيل: تسبيح الملائكة: رفع الصوت بالذكر، قال جرير:
قبَحَ الإله وجوهَ تغلِبَ كلَّما *** سبَحَ الحجيجُ وكبَّروا إهلالا
ويروى: شبَح، ومعناه: رفع الأيدي بالدعاء.
وقال قتادة: تسبيحهم: سبحان الله، على عرف اللغة، وهو الصحيح.
7- بناء "قدَّس" كيفما تصرَّف فإن معناه: التطهير، قال امرؤ القيس:
فأدركْنَه يأخُذْنَ بالسَّاق والنَّسا *** كما شَبْرَقَ الوِلدانُ ثوْبَ المُقَدَّسِ
النَّسا: عرق يخرج من الورك، فيستبطن الفخذين، ثم يمر بالعرقوب، حتى يبلغ الحافر، وشبرق: خرَّق ومزَّق، والمقدَّس: الراهب الذي يأتي بيت المقدس، والشاعر يصف ثورا لاحقته الكلاب، فأدركته وفعلت به ما فعلت.
8- "أَعْلَم" فيه تأويلان، قيل: إنه فعل مستقبل، فتكون "ما" في موضع نصب، وقيل: إنه اسم بمعنى: فاعل، فتكون "ما" في موضع خفض، كما يقال: الله أكبر بمعنى: كبير، قال معن بن أوس:
لعمرُك ما أدري وإنِّي لأوجَلُ *** على أيِّنا تعدو المنيَّة أوَّلُ

التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 28 Mar 2014 الساعة 10:49 PM
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 28 Mar 2014, 10:46 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31)"
1- أديم: جمعُ أَدَم، قال الراجز:
الناسُ أخيافٌ وشتَّى في الشِّيَمْ *** وكلُّهُم يجمعهم وجهُ الأَدَمْ
ويروى: يجمعهم بيت الأدم.
فـ "آدَم" مشتَقٌّ من الأديم والأدَم، لا من الأُدْمَة.
2- "هؤلاء" لفظ مبني على الكسر، ولغة تميم وبعض قيس وأسَد يقولون: "هؤلا" بالقصر، قال الأعشى:
هَؤُلا ثمَّ هؤُلا كُلًّا أعطيـ *** ـتَ نِعالا مَحْذُوَّةً بمثالِ
ومن العرب من يقول: هَوْلاء، فيحذف الألف والهمزة.

فائدة:
قال خُوَيْز مَنْداد: في هذه الآية دليل على أنَّ اللغة مأخوذةٌ توقيفًا، وأنَّ الله علَّمها آدم – عليه السلام – جملةً وتفصيلا، وهذا قول الحبر ابن عباس.
وأن أوَّل من تكلَّم باللغات كلِّها من البشر آدمُ – عليه السلام -، ويشهد له قوله تعالى: " وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا"، واللُّغات كلُّها أسماء، وقال ابن عباس: "علَّمه أسماء كلِّ شيء".
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 29 Mar 2014, 06:46 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)"
1- قال قوم "الحكيم": المانع من الفساد، ومنه سُمِّيتْ حَكَمَة اللِّجام، لأنَّها تمنع الفرسَ من الجرْي والذَّهاب في غير قصد، قال جرير:
أبني حنيفةَ أَحْكِموا سفهاءكم *** إنِّي أخاف عليكمُ أن أغضبا

أي: امنعوهم من الفساد.
وقال زُهير:
القائدُ الخيلَ منكوبا دوابرُها *** قد أُحكمتْ حَكُماتِ القِدِّ والأبقا

القِد: الجلد، والأبق: القُنَّب وهو ضرب من الكتان.

فائدة:

قال أبو عبد الله القرطبي – رحمه الله -: "والواجب على من سئل عن علم أن يقول إن لم يعلم: "الله أعلم"، و"لا أدري"، اقتداء بالملائكة والأنبياء والفضلاء من العلماء، ولكن أخبر الصادق أنَّ بموت العلماء يُقبَض العلم، فيبقى ناس جهَّال يُستفتَوْن، فيُفتون برأيهم، فيَضلون، ويُضلون"اهـ.
وكان علي - رضي الله عنه – يقول: "وابَرْدَها على الكبد!" ثلاث مرات، قالوا: وما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: "أن يُسأل الرَّجلُ عمَّا لا يعلم، فيقول: الله أعلم".
وقال أبو سهل الهيثم بن جميل: شهدتُ مالك بن أنس سئل عن ثمان وأربعين مسألة، فقال في اثنين وثلاثين منها: لا أدري.
وروى يونس بن عبد الأعلى قال: سمعت ابنَ وهب يقول: سمعت مالك بن أنس يقول: "ما في زماننا شيء أقلَّ من الإنصاف"، قال ابن عبد البر: "من بركة العلم وآدابِه الإنصاف فيه، ومن لم ينصف لم يفهم ولم يتفهَّم".
قال أبو عبد الله القرطبي – رحمه الله -: "هذا في زمن مالك، فكيف في زماننا الذي عمَّ فيه الفساد، وكثُر فيه الطَّغام، وطُلب فيه العلم للرِّياسة لا للدِّراية، بل للظُّهور في الدُّنيا، وغلبة الأقران بالمراء والجدال الذي يقسِّي القلبَ ويورث الضِّغن، وذلك مما يحمل على عدم التَّقوى، وتركِ الخوفِ من الله تعالى" اهـ.
وقال يزيد بن عبد الملك:
إذا ما تحدَّثتُ في مجلسٍ *** تناهى حديثي إلى ما علمتْ
ولم أعدُ علمي إلى غيرهِ *** وكان إذا ما تناهى سَكَتّْ

وقال سعيد بن جبير: "قدأحسنَ من انتهى إلى ما علِمَ" رواه مسلم.

التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 29 Mar 2014 الساعة 06:55 PM
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 01 Apr 2014, 04:17 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: " قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)"
1- "السُّجود" في لغة العرب: التَّذلُّل والخُضوع، قال زيد الخيل:
بِجَمْع تضِلُّ البُلْقُ في حَجَراته *** ترى الأُكْم فيها سُجَّدًا للحوافر

البلق: جمع أبلق وبلقاء، والبَلَق: سواد وبياض،وارتفاع التحجيل إلى الفخذين، الأُكم: الجبال الصِّغار، والحجرات: جمع حَجْرة، وحجرة القوم: ناحية دارهم.
و"أَسْجدَ": إذا طأطأ رأسه، قال حميد بن ثور:
فلما لوَيْن على مِعْصَم *** وكفٍّ خَضيبٍ وإسوارها
فُضُول أزِمَّتِها أَسْجدَتْ *** سجودَ النصارى لأربابها

معناه: لما ارتحلن ولوين فضول أزمّة أجمالهن على معصمهن أسجدت الجمالُ لهنَّ، وطأطأت رؤوسها ليركبنها.
وقال الشاعر وأنشده أبو عبيدة لأعرابي من بني أسد:
*** فقلنَ له أسجدْ لليلى فأسجدَا ***
يعني: البعيرَ إذا طأطأ رأسَه.
ودراهم الإسجاد: دراهِمُ كانت عليها صور كانوا يسجدون لها، قال الأسود بن يعفر:
من خمرِ ذي نَطَفٍ أغنَّ مُنَطَّقِ *** وافى بها لدَراهمِ الإسجاد
قلت: والسجود لا يكون إلا لله تعالى، لأن السجود عبادة، والعبادة لا تكون إلا لله تعالى، قال تعالى: "يا مريم اقنتي لربِّك واسجدي" أي: لربِّك، وقوله: "فاسجد واقترب" أي: لربِّك، وأما سجود الملائكة لآدم - عليه السلام - فهو تعظيم لشأنه ولم يكن سجود عبادة لآدم - عليه السلام - وإنما كان عبادة لما كان أمرًا من الله تعالى، وأما سجود إخوةِ يوسف ليوسف - عليه السلام - فهو تحية وكان جائزا في شرعتهم، وضلَّ مباحا إلى عصر النُّبُوَّة ولما قال صحابة للنبي - صلى الله عليه وسلم -: نحن أولى بالسجود لك من الشجرة والجمل الشارد قال - صلى الله عليه وسلم -: "لا ينبغي أن يُسجَد لأحدٍ إلا لربِّ العالمين"، ولما قدم معاذ - رضي الله عنه - من الشام، رآهم يسجدون لبطارقتهم وأساقفتهم، فسجد لرسول - الله صلى الله عليه وسلم - فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لا تفعل ..." الحديث.
قال أبو عبد الله القرطبي – رحمه الله -: "وهذا السجود المنهي عنه قد اتَّخذه جُهَّال المتَصوِّفة عادةً في سماعهم، وعند دخولهم على مشايخهم واستغفارهم، فترى الواحد منهم إذا أخذه الحال بزعمه، يسجد للأقدام لجهله، سواء للقبلة أم غيرها جهالة منه، ضلَّ سعيهم وخابَ عملهُم"اهـ.
2- وقد جاء الاستثناء المنقطع في قول الشاعر:
ليس عليك عطشٌ ولا جوعْ *** إلا الرقادَ والرُّقادُ ممنوعْ

3- والملائكة قد تسمى جِنًّا، لاستتارها، قال تعالى: "وجعلوا بينه وبين الجِنَّة نسبا"، وقال الأعشى في ذكر سليمان – عليه السلام -:
وسخَّر من جِنِّ الملائكِ تسعةً *** قياما لديه يعملون بلا أجرِ

4- "كان" بمعنى "صار"، ومنه قوله تعالى: "فكان من المُغرَقين"، قال ابن الأحمر:
ألا ليت شعري هل أبيتَنَّ ليلةً * صحيح السُّرى والعيسُ تجري عروضُها
بتيْهاء قَفْرٍ والمَطِيُّ كأنَّها *** قطا الحَزْنِ قد كانتْ فِراخا بُيُوضُها
أي: صارت، وقطا الحزن: قطا ما غلظ من الأرض، أضاف القطا إليه لأنه قليل الماء، فيكون قطاه أكثر عطشا.
قال ابن فُورَك: "كان" بمعنى: صار، خطأ ترُدُّه الأصول، لأن الله قد علم منه الكفر.
قال أبو عبد الله القرطبي –رحمه الله -: وهذا صحيح، لقوله – صلى الله عليه وسلم – في "صحيح البخاري": "وإنَّما الأعمال بالخواتيم" اهـ.


فائدة:

قال أبو عبد الله القرطبي – رحمه الله -: "فإذا كانت خطيئة الرجل في كِبْر فلا تَرْجُهْ، وإن كانت خطيئته في معصية فارجُهْ، وكانت خطيئة آدم – عليه السلام –معصية، وخطيئة إبليس كِبْرا" اهـ.
قال قتادة: "حسد إبليس آدم، على ما أعطاه الله من الكرامة، فقال: أنا ناريٌّ وهذا طينِيٌّ، وكان بدء الذُّنوب: الكِبْرُ، ثم الحرص حتَّى أكل آدم من الشَّجرة، ثم الحسد إذْ حسد ابنُ آدم أخاه" اهـ.

التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 05 Apr 2014 الساعة 12:24 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013