وفاته
قال ابن إسحاق ، "توفي أبو بكر" رضي الله عنه ، يوم الجمعة ، لسبع ليال بقين من جمادى الآخرة ، سنة ثلاث عشرة ، وصلى عليه عمر بن الخطاب .
وقال غيره : توفي عشي يوم الاثنين. وقيل: ليلة الثلاثاء . وقيل : عشي يوم الثلاثاء، لثمان بقين من جمادى الآخرة .
وأخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم إجازة، أخبرنا أبي ، أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، حدثنا شجاع بن علي، أخبرنا أبو عبد الله بن منده قال : ولد -يعني أبو بكر- بعد الفيل بسنتين وأربعة أشهر إلا أياماً ، ومات بعد النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين وأشهر بالمدينة ، وهو ابن ثلاث وستين سنة . وكان رجلاً أبيض نحيفاً ، خفيف العارضين ، معروق الوجه غائر العينين ، ناتئ الجبهة ، يخضب بالحناء والكتم . وكان أول من أسلم من الرجال، وأسلم أبواه له ، ولوالديه ولولده وولد ولده صحبة، رضي الله عنهم .
قال : وأخبرنا أبي ، أخبرنا أبو بكر الفرضين أخبرنا أبو محمد الجوهري ، أخبرنا أبو عمر بن حيوية أخبرنا أحمد بن معروف ، أخبرنا الحسين بن القهم حدثنا محمد بن سعد ، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ، حدثني ليث بن سعد ، عن عقيل ، عن ابن شهاب أن أبا بكر ، والحارث بن كلدة كانا يأكلان خزيرة أهديت لأبي بكر ، فقال الحارث : ارفع يدك يا خليفة رسول الله ، والله إن فيها لسم سنة ، وأنا وأنت نموت في يوم واحد . قال : فرفع يده ، فلم يزالا عليلين حتى ماتا في يوم واحد ، عند انقضاء السنة .
قال : وأخبرنا أبي بإسناده عن محمد بن سعد ، حدثنا محمد بن عمر ، حدثنا محمد بن عبد الله ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : كان أول "ما بدئ" مرض أبي بكر انه اغتسل يوم الاثنين، لسبع خلون من جمادى الآخرة -وكان يوماً بارداً- فحم خمسة عشر يوماً، لا يخرج إلى صلاة ، وكان يأمر عمر يصلي بالناس ، ويدخل الناس عليه يعودونه وهو يثقل كل يوم "وهو نازل يومئذ في داره التي قطع له النبي صلى الله عليه وسلم ، وجاه دار عثمان بن عفان اليوم" ، وكان عثمان ألزمهم له في مرضه ، وتوفي مساء ليلة الثلاثاء لثمان ليال بقين من جمادة الآخرة سنة ثلاث عشرة، فكانت خلافته سنتين ، وثلاثة أشهر وعشر ليال وكان أبو معشر يقول : سنتين وأربعة أشهر إلا أربع ليال ، وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة ، مجمع على ذلك في الروايات كلها ، استوفى سن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، "وكان أبو بكر ولد بعد الفيل بثلاث سنين" .
وهو أول خليف كان في الإسلام ، وأول من حج أميراً في الإسلام ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة سنة ثمان ، وسيّر أبو بكر يحج بالناس أميراً سنة تسع ، وهو أول من جمع القرآن ، وقيل : علي بن أبي طالب أول من جمعه ، وكان سبب جمع أبي بكر للقرآن ما ذكرناه في ترجمة عثمان بن عفان ، وهو أول خليفة ورثة أبوه .
وقال زياد بن حنظلة : كان سبب موت أبي بكر الكمد على رسول الله صلى الله عليه وسلم . ومثله قال : عبد الله بن عمر.
ولما حضره الموت استخلف عمر بن الخطاب ، رضي الله عنهما ، وقد ذكرنا ذلك في ترجمة عمر، رضي الله عنه .
أسد الغابة في معرفة الصحابة
التعديل الأخير تم بواسطة حيـــــدر ; 11 Mar 2008 الساعة 06:14 PM
|