قال الشيخ العثيمين - رحمه الله - في شرحه للأجرومية عند اشتراط المؤلف الإقادة في الكلام :
" المفيد : المراد بالمفيد ما أفاد السامع بحيث لا يتطلّع بعده إلى غيره . هذا المفيد , نعم ؛ ما أفاد السامع فائدة لا يتطلع معها إلى غيره.
فإذا قلتَ : (نجح الطالب ) هذا أفاد أم لا ؟ أفاد ؛ لأن السامع لا يتطلع إلى غير هذا ؛ لكن إن قلتَ : (إن نجح الطالب ) هذا مركب - لا شك - من ثلاث كلمات (إن ) (نجح ) ( الطالب ) ثلاث كلمات ؛ لكنه لم يُفِد ؛ فالسامع إذا قلت له : ( إن نجح الطالب ) فهو يتطلع ؛ إذن لا نسمي هذا كلاما ؛ لماذا؟ لأنه لم يُفِد ؛ أي لا يفد فائدة لا يتطلع السامع بعدها إلى غيرها..."اهـ المقصود
فانظر إلى مثال الشيخ , بالرغم من أنه مركب إلا أنه ليس كلاما لأنه لم يُفد ؛ و ذلك لأن السامع لا يزال ينتظر شيئا آخر لتحصل له فائدة الكلام
و قد ضرب الشيخ مثالا أطول تركيبا من هذا و هو " إن نجح غلامُ غلامِ عبد الله الطاهرُ الطيبُ " و هذا كذلك ليس بكلام لأنه لم يُفد بالرغم من طوله
فالحاصل , حتى يكون مجموعُ كلمات كلاما , لابد من الإفادة ؛ فقولنا : (قِ) ؛ بالرغم من كونه مركبا من فعل و ضمير مستتر , إلا أنه لم يُفد , لأن السامع لا يزال ينتظر الفائدة التي لا يتطلع بها إلى غيرها ؛ و تأمل قوله - تعالى - : (( قوا أنفسكم و أهليكم نارا )) هنا مفيد
لكن لو قلنا : "قوا أنفسكم" فقط , لا تحصل الفائدة , لأن السامع لا يزال ينتظر ما لا يجعله يتطلع إلى غيره , فينتظر ما يقي
فتعليلي بعدم إفادته لكونه متعديا , لم أذكره كقاعدة , وإنما تعليلا - فقط - لبيان عدم إفادته , حيث ينقصه المفعول به لتتم الفائدة
و بارك الله فيك
|